المنجّمون فالفلك عندهم ما ركبت فيه النجوم، ولا يُقصرونه على الدوران ۱ .
ويحتمل أن يراد به أنّ لكلٍّ من الكواكب فلكاً على التوزيع، يكون كلّ واحدٍ منها نوعاً برأسه لايماثله غيره؛ لأنّه وجد في مكان خاصّ به، على وضع خاصّ لايسع غيره.
قال بعض العلماء: إنّ اختلاف الأماكن والأوضاع دليل اختلاف الطبائع ـ ثمّ قال: ـ / 39 / ويشبه أن يكون الإشارة على هذا الاختلاف ما ورد من التعبير باختلاف الألوان والأسماء في ما روي عن الرضا عليه السلامأنّ أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن ألوان السماوات السبع وأسمائها، فقال: اسم سماء الدنيا «فيع» ۲ وهي من ماءٍ ودخان، واسم السماء الثانية «فندم» ۳ ، وهي على لون النحاس، واسم السماء الثالثة «الماروم» ۴ وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة «ادفلون» ۵ وهي على لون الفضّة، والسماء الخامسة اسمها «هيعون» وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها «عروس» وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة [اسمها] «عجماء» وهي درّة بيضاء ۶ .
وَمَسابِيحَ: جمع مسبح، وهو اسم مكان، أي جعلت لها محلّ تصرّف، ومنه قوله تعالى: «إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً»۷ أي تصرّفاً في المعاش والمهامّ، وقيل: أي محلّ الطاعة أو محلّ الفراغ؛ قال اللّه تعالى: «كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبحُون»۸ أي يجرون أو يسرعون إسراع السابح في الماء.
وفي توحيد المفضّل عنه عليه السلام: «فكرّ في تصرّف القمر خاصّةً؛ في مُهله ومحاقه وزيادته
1.مجمع البحرين، ج۳، ص۴۲۹.
2.في المصادر: رفيع.
3.في صحيفة الرضا عليه السلام و روضة الواعظين: «فيدوم»، و في علل الشرائع: «قيدوم».
4.في علل الشرائع و روضة الواعظين: «المادوم».
5.في روضة الواعظين: «أرقلون»، و في علل الشرائع و صحيفة الرضا عليه السلام: «أرفلون».
6.صحيفة الرضا عليه السلام، ص۲۷۹؛ علل الشرائع، ج۲، ص۵۳۹؛ روضة الواعظين، ص۴۴؛ بحار الأنوار، ج۱۰، ص۷۶ و ج ۵۱، ص ۸۸ .
7.سورة المزمل، الآية ۷.
8.سورة الأنبياء، الآية ۳۳.