وسيلة النجاة في شرح دعاء السمات - صفحه 391

فبهذه المنازل يتمّ الشهر الهلالي، ويتحصّل السَّنة القمرية الّتي ثلاثمئة وأربعة وخمسون يوماً والسدس، / 41 / والسَّنة الشمسية ثلاثمئة وخمسة وستّون يوماً وربع وعشر إلاّ جزء من ثلاثمئة من يوم، وفصلُ ما بينهما عشر أيّام وثلث وربع وعُشر يوم، بالتقريب على رأي بطليموس، ووافقه الرصد المحقّق الطوسي بمراغة. فلمّا كان دور الشمس إنّما يكمل في مدّة ثمانية وعشرين يوماً وشيء، فإذا قسمنا بهذه المدّة بأربعة أقسام كان كلّ قسم منها سبعة، فلهذا السبب قدّروا الشهر بأسابيع أربعة، كذا قيل.
فَأَحسَنْتَ تَقْدِيرَها: أي تقدير مسيرها، و فاء العطف للترتيب.
قال الشيخ الرضيّ:
قد يفيد فاء العطف في الجُملة كون المذكور بعدها كلاماً مرتّباً في الذكر على ما قبلها، لا أنّ مضمونه عقيب المضمون الّتي قبلها، كقوله تعالى: «اُدخلُوا أبوابَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها فَبِئسَ مَثوَى المُتَكَبِّرينَ»۱ انتهى كلامه.
وبالجملة لا شكّ أنّ ما قدّره اللّه تعالى في السماء فِعليٌّ وفق حكمته، بحيث لو زاد على ذلك المقدار أو نقص لاختلفت مصلحة ذلك وتغيّر منفعته.
وفي توحيد المفضّل: «فانظر كيف قدّر أن يكون مسيرها في البعد البعيد؛ لئلاّ [تضرّ في الأبصار و تنكأ فيها، و بأسرع السرعة؛ لكيلا] تختلف عن مقدار الحاجة في مسيرها، وجعل فيها جزءاً يسيراً من الضوء يسدّ ۲ مسدّ الأضواء إذا لم يكن قمر، ويمكن فيه الحركة إذا حدثت ضرورة، كما قد يحدث الحادث على المرء / 42 / فيحتاج إلى التجافي في جوف الليل، فإن لم يكن شيء من الضوء يهتدي به لم يستطع أن يبرح مكانه» ۳ .
وَصَوَّرتَها ۴ : أعطيتَ كلَّ واحد من تلك الكواكب صورةً خاصّة وهيئة مفردة تتميّز

1.سورة الغافر، الآية ۷۶.

2.في المصدر: جزءٌ يسيرٌ من الضوء ليسدّ.

3.التوحيد للمفضل، ص۱۳۴؛ بحار الأنوار، ج۳، ص۱۱۶ و ج۵۱، ص۱۰۰.

4.كتب المحشي هاهنا: و مراد از تصوير، تصوير هر يك از كواكب است با صورتى كه از انضمام آنها با يكديگر حاصل مى شود، چنانچه معروف است، مجلسى.

صفحه از 448