حکمت های جامع در کلام امام حسین علیه السلام - صفحه 26

الفَصلُ الرّابِعُ : جوامع الحكم الحسينيّة

۴۱۱۳.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :اُوصيكُم بِتَقوَى اللّهِ ، واُحَذِّرُكُم أيّامَهُ ، وأرفَعُ لَكُم أعلامَهُ ، فَكَأَنَّ المَخوفَ قَد أفِدَ ۱ بِمَهولِ وُرودِهِ ، ونَكيرِ حُلولِهِ ، وبَشِعِ مَذاقِهِ ، فَاعتَلَقَ مُهَجَكُم ، وحالَ بَينَ العَمَلِ وبَينَكُم ، فَبادِروا بِصِحَّةِ الأَجسامِ في مُدَّةِ الأَعمارِ ، كَأَنَّكُم بِبَغَتاتِ ۲ طَوارِقِهِ ۳ فَتَنقُلُكُم مِن ظَهرِ الأَرضِ إلى بَطنِها ، ومِن عُلوِها إلى سُفلِها ، ومِن اُنسِها إلى وَحشَتِها ، ومِن رَوحِها وضَوئِها إلى ظُلمَتِها ، ومِن سَعَتِها إلى ضيقِها ، حَيثُ لا يُزارُ حَميمٌ ، ولا يُعادُ سَقيمٌ ، ولا يُجابُ صَريخٌ ، أعانَنَا اللّهُ وإيّاكُم عَلى أهوالِ ذلِكَ اليَومِ ، ونَجّانا وإيّاكُم مِن عِقابِهِ وأوجَبَ لَنا ولَكُمُ الجَزيلَ مِن ثَوابِهِ .
عِبادَ اللّهِ ! فَلَو كانَ ذلِكَ قَصرَ مَرماكُم ، ومَدى مَظعَنِكُم ۴ ، كانَ حَسبُ العامِلِ شُغُلاً يَستَفرِغُ عَلَيهِ أحزانَهُ ، ويُذهِلُهُ عَن دُنياهُ ، ويُكثِرُ نَصَبَهُ لِطَلَبِ الخَلاصِ مِنهُ ۵ ، فَكَيفَ وهُوَ بَعدَ ذلِكَ مُرتَهَنٌ بِاكتِسابِهِ ، مُستَوقَفٌ عَلى حِسابِهِ ، لا وَزيرَ لَهُ يَمنَعُهُ ، ولا ظَهيرَ عَنهُ يَدفَعُهُ ، ويَومَئِذٍ «لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ»۶ .
اُوصيكُم بِتَقوَى اللّهِ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقاهُ أن يُحَوِّلَهُ عَمّا يَكرَهُ إلى ما يُحِبُّ ، ويَرزُقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ، فَإِيّاكَ أن تَكونَ مِمَّن يَخافُ عَلَى العِبادِ مِن ذُنوبِهِم ويَأمَنُ العُقوبَةَ مِن ذَنبِهِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لا يُخدَعُ عَن جَنَّتِهِ ، ولا يُنالُ ما عِندَهُ إلّا بِطاعَتِهِ إن شاءَ اللّهُ . ۷

1.أفِدَ : دنا وقتُه وقرُب (النهاية : ج ۱ ص ۵۵ «أفد») .

2.بَغْتَةً : أي فجأة (الصحاح : ج ۱ ص ۲۴۳ «بغت») .

3.طَرَقَ القَومَ : جاءهم ليلاً فهو طارق (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۲۹۰ «طرق») .

4.ظَعَنَ : سارَ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۵۹ «ظعن») .

5.أي : لو كانت الدنيا آخر أمركم وليس وراءها شيء ، لجدير بأنّ الإنسان يجدّ ويتعب ويسعى لطلب الخلاص من الموت وتبعاته ويشغل عن غيره (هامش المصدر) .

6.الأنعام : ۱۵۸ .

7.تحف العقول : ص ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۰ ح ۳ .

صفحه از 31