حکمت های جامع در کلام امام حسین علیه السلام - صفحه 8

الفَصلُ الثّاني : جوامع الحكم النّبويّة

۴۰۹۹.الخصال بإسناده عن الحسين بن عليّ عليهما السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوصى إلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وكانَ فيما أوصى بِهِ أن قالَ لَهُ :
يا عَلِيُّ ! مَن حَفِظَ مِن اُمَّتي أربَعينَ حَديثا يَطلُبُ بِذلِكَ وَجهَ اللّهِ عز و جل وَالدّارَ الآخِرَةَ ، حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا رَسولَ اللّهِ ! أخبِرني ما هذِهِ الأَحاديثُ ؟
فَقالَ : أن تُؤمِنَ بِاللّهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وتَعبُدَهُ ولا تَعبُدَ غَيرَهُ ، وتُقيمَ الصَّلاةَ بِوُضوءٍ سابِغٍ في مَواقيتِها ولا تُؤَخِّرَها ؛ فَإِنَّ في تَأخيرِها مِن غَيرِ عِلَّةٍ غَضَبَ اللّهِ عز و جل ، وتُؤَدِّيَ الزَّكاةَ ، وتَصومَ شَهرَ رَمَضانَ ، وتَحُجَّ البَيتَ إذا كانَ لَكَ مالٌ وكُنتَ مُستَطيعا .
وألّا تَعُقَّ وَالِدَيكَ ، ولا تَأكُلَ مالَ اليَتيمِ ظُلما ، ولا تَأكُلَ الرِّبا ، ولا تَشرَبَ الخَمرَ ولا شَيئا مِنَ الأَشرِبَةِ المُسكِرَةِ ، ولا تَزنِيَ ، ولا تَلوطَ ، ولا تَمشِيَ بِالنَّميمَةِ ۱ ، ولا تَحلِفَ بِاللّهِ كاذِبا ، ولا تَسرِقَ ، ولا تَشهَدَ شَهادَةَ الزّورِ لِأَحَدٍ قَريبا كانَ أو بَعيدا ، وأن تَقبَلَ الحَقَّ مِمَّن جاءَ بِهِ صَغيرا كانَ أو كَبيرا ، وألّا تَركَنَ إلى ظالِمٍ وإن كانَ حَميما قَريبا ، وألّا تَعمَلَ بِالهَوى ، ولا تَقذِفَ المُحصَنَةَ ، ولا تُرائِيَ ؛ فَإِنَّ أيسَرَ الرِّياءِ شِركٌ بِاللّهِ عز و جل .
وألّا تَقولَ لِقَصيرٍ : يا قَصيرُ ، ولا لِطَويلٍ : يا طَويلُ ؛ تُريدُ بِذلِكَ عَيبَهُ ، وألّا تَسخَرَ مِن أحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ ، وأن تَصبِرَ عَلَى البَلاءِ وَالمُصيبَةِ ، وأن تَشكُرَ نِعَمَ اللّهِ الَّتي أنعَمَ بِها عَلَيكَ ، وألّا تَأمَنَ عِقابَ اللّهِ عَلى ذَنبٍ تُصيبُهُ ، وألّا تَقنَطَ ۲ مِن رَحمَةِ اللّهِ ، وأن تَتوبَ إلَى اللّهِ عز و جل مِن ذُنوبِكَ ؛ فَإِنَّ التّائِبَ مِن ذُنوبِهِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ ، وألّا تُصِرَّ عَلَى الذُّنوبِ مَعَ الاِستِغفارِ فَتَكونَ كَالمُستَهزِئِ بِاللّهِ وآياتِهِ ورُسُلِهِ .
وأن تَعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُن لِيُخطِئَكَ ، وأنَّ ما أخطَأَكَ لَم يَكُ لِيُصيبَكَ ، وألّا تَطلُبَ سَخَطَ الخالِقِ بِرِضَى المَخلوقِ ، وألّا تُؤثِرَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ وَالآخِرَةَ الباقِيَةُ ، وألّا تَبخَلَ عَلى إخوانِكَ بِما تَقدِرُ عَلَيهِ ، وأن تَكونَ سَريرَتُكَ كَعَلانِيَتِكَ ، وألّا تَكونَ عَلانِيَتُكَ حَسَنَةً وسَريرَتُكَ قَبيحَةً ، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ كُنتَ مِنَ المُنافِقينَ .
وألّا تَكذِبَ ، وألّا تُخالِطَ الكَذّابينَ ، وألّا تَغضَبَ إذا سَمِعتَ حَقّا ، وأن تُؤَدِّبَ نَفسَكَ وأهلَكَ ووُلدَكَ وجيرانَكَ عَلى حَسَبِ الطّاقَةِ ، وأن تَعمَلَ بِما عَلِمتَ ، ولا تُعامِلَنَّ أحَدا مِن خَلقِ اللّهِ عز و جلإلّا بِالحَقِّ ، وأن تَكونَ سَهلاً لِلقَريبِ وَالبَعيدِ ، وألّا تَكونَ جَبّارا عَنيدا ، وأن تُكثِرَ مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّهليلِ وَالدُّعاءِ وذِكرِ المَوتِ وما بَعدَهُ مِنَ القِيامَةِ وَالجَنَّةِ وَالنّارِ ، وأن تُكثِرَ مِن قِراءَةِ القُرآنِ وتَعمَلَ بِما فيهِ .
وأن تَستَغنِمَ البِرَّ وَالكَرامَةَ بِالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وأن تَنظُرَ إلى كُلِّ ما لا تَرضى فِعلَهُ لِنَفسِكَ فَلا تَفعَلَهُ بِأَحَدٍ مِنَ المُؤمِنينَ ، ولا تَمَلَّ مِن فِعلِ الخَيرِ ، وألّا تُثَقِّلَ عَلى أحَدٍ ، وألّا تَمُنَّ عَلى أحَدٍ إذا أنعَمتَ عَلَيهِ ، وأن تَكونَ الدُّنيا عِندَك سِجنا حَتّى يَجعَلَ اللّهُ لَكَ جَنَّةً .
فَهذِهِ أربَعونَ حَديثا ، مَنِ استَقامَ عَلَيها وحَفِظَها عَنّي مِن اُمَّتي دَخَلَ الجَنَّةَ بِرَحمَةِ اللّهِ ، وكانَ مِن أفضَلِ النّاسِ وأحَبِّهِم إلَى اللّهِ عز و جلبَعدَ النَّبِيّينَ وَالوَصِيّينَ ، وحَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا . ۳

1.النَّمِيمَةُ : هي نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشرّ (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۰ «نمم») .

2.القُنوط : هو أشدّ اليأس من الشيء (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۳ «قنط») .

3.الخصال : ص ۵۴۳ ح ۱۹ عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي ، وإسماعيل بن أبي زياد جميعا عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۵۴ ح ۷ .

صفحه از 31