اجازات شيخ صالح بحراني (1098 ق)(بخش دوم) - صفحه 518

وأدلاء على الصراط المستقيم ، ثم . . . سبحانه جلت . . نعمته على العلماء العاملين الصلحاء المتقين ، فجعلهم ورثة للأنبياء وتبعا للأوصياء في حفظ ما علّموه وضبط ما أصّلوه ، فوجب على كل من وفّقه اللّه لتحصيل المعالم الشرعية والأحكام الدينية أن يجهد نفسه في حفظ أساسها ويفرغ نفسه لمزاولتها ومراسها صونا لها عن الانقطاع وحراسةً من الضياع ، وذلك من طبقة إلى طبقة وربقة بعد ربقة بروايات متصلة ودرايات مفصلة ، وبهذا تأكد الاحتياج إلى الإجازة ، وتشرف كل طالب منها بما حازه .
وبعد : فلمّا كان المولى الجليل الكامل التقي النقي العامل المؤيد باللطف الربّاني «الشيخ صالح البحراني» أدام اللّه إجلاله وكثّر في العلماء أمثاله ، وهو ممّن حُمِدت في ذات اللّه مآثره ، وانتشرت بين الأفاضل معالمه ومفاخره ، وأجهد نفسه في الطلب والتحصيل ، وكرع من حياض العلوم زلال السلسبيل ، فرجع منها بأوفر حظ ونصيب ، واختص من فرائدها بكل نفيس وغريب .
ثم اتفق لداعيه ومحبه في مكارم الزمان وجليل الامتنان الاجتماع بحضرته في مكّة المشرّفة برهة من الأوقات ، وفي الطائف المنيف غرّة من الأيام والساعات ، وأنهى فيها مقابلة الكتاب الجليل الموسوم بمن لا يحضره الفقيه تصحيحا وتحقيقا وتحريرا ، وطلب منّي أن اُجيز له ما صحّ لي روايته وحصل عندي درايته ، وحيث كان حقيقا بالإجابة إلى ما طلب بادرت بأداء ما وجب .
فأقول : إني قد أجزت له أن يروي عنّي كلّ ما صحّ لي روايته عن مشايخي الماضين بالسلسلة الواصلة إلى المؤلّفين ـ رضوان اللّه عليهم أجمعين ـ بالشروط المعتبرة في صحة الإجازة ، وكذلك كل ما ألّفته وأفدته ، فمنه الشرح المسمّى بغرر المجامع على المختصر النافع . ألّفت منه جزءا على أوائل الفقه ، وأسأل اللّه التوفيق للإتمام ، وكذلك الشرح الموسوم بالأنوار البهية على الاثني عشرية الصلاتية للمرحوم المبرور الشيخ بهاء الدين محمد العاملي ، والرسالة الأنيقة في تفسير قوله تعالى «قُلْ لا أسألُكم عَليه أجْرا إلاّ الموَدّةَ في القُرْبى» ، والمجموع المعروف بغنية المسافر عن المنادم والمسافر اشتمل على فوائد وأخبار ونوادر وأشعار ، وكذلك الفوائد
والشواهد المكيّة في مداحض حجج الخيالات المدنيّة للمرحوم ملا محمدأمين

صفحه از 538