الأربعون الودعانية - صفحه 205

لسكنى 1 القبور ، والتأهّب 2 ليوم النشور 3 .

[الشرح]

رجل أدرد ، ليس في فمه سن [ فهو ] ۴ بيّن الدرد ، وأبو الدرداء: كنية له.
«بادروا » أي: سارعوا ، «قبل أن تشغلوا» يعني: قبل أن يشغلكم عنها شاغل من مرض أو غرض أو نحوهما ، ونظيره في قوله عليه السلام في الحديث الحادي [ و ] العشرين : «ومن فراغك لشغلك» .
و«الذي بينهم و بين ربهم» هو الدين وأحكامه .
والمراد بوصله : القيام به كما اُمروا .
«وأكثروا الصدقة ترزقوا» ، مصداقه قوله تعالى : «وَ مَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ»۵ ، والمراد به الخلف في الدنيا ؛ بدليل قوله تعالى : «وَ هُوَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ» .
«المعروف »: ما كان مستحسنا عقلاً أو شرعا .
«تحصنوا» يروى مشدّدا ؛ من التحصين، وهو الإحكام ، ومنه قوله تعالى : «إِلَا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ»۶ والتحصين ـ أيضا ـ : إدخال الشيء في الحصن ، فمعناه: تُعصموا وتُمنعوا من كيد الشيطان .
ويروى مخففا؛ من الإحصان، وهو الإعفاف .
ويروى:« تخصّبوا» من الخصب، وهو ضد الجدب ، وفيه بُعدٌ ؛ لأنّه يقع تكرارا لما قبله، ولا يناسب تفسير مقابله ، وهو ما بعده .

1.السُّكنى ، مصدر واسم ، وقد تأتي بمعنى الإسكان ، كالرقبى بمعنى الإرقاب ، في قولهم: داري لك سكنى ، منصوبة تقديرا على الحال ، على معنى مسكنة أو مسكون فيها . وفي لسان العرب (ج ۱۳ ص ۲۱۲) : وأسكنه إياه وسكنت داري وأسكنتها غيري ، والاسم منه السكنى كما أن العتبى اسم من الإعتاب ، وهم سكان فلان.

2.التأهّب : التهيؤ والاستعداد .

3.بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۷۶ ، عن أعلام الدين .

4.الزيادة اقتضاها السياق.

5.سورة سبأ ، الآية ۴۱ .

6.سور ة الحشر ، الآية ۱۴ .

صفحه از 307