الأربعون الودعانية - صفحه 212

تعالى : «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ»۱ وقوله تعالى : «كَأَنَّمَآ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْـلِمًا»۲ .
و أراد بالاُمور الملتبسة : اُمور الدين التي تلتبس على الناس بسبب حدوث الاختلافات واختلاط البدع والأهواء بالسنة.
«عليكم بالقرآن» أي: الزموه وتمسّكوا به، واتِّبعوه في كلّ أمر التبس عليكم .
«المشفَّع» بفتح الفاء : المقبول الشفاعة ، والمراد بذلك: أنّه يَشفع يوم القيامة في كلِّ من آمن به واتّبعه .
قوله : «مصدّق» يروى بفتح الدال و كسرها ، ومعنى الفتح: أنّه بسبب إعجازه شاهد للنبيِّ صلى الله عليه و آله بصحَّة نبوّته ورسالته، والمؤمنون مصدِّقون له في هذه الشهادة .
ومعنى الكسر : أنّه شاهد على سائر الاُمم الماضية ، «مصدّق» بسائر الكتب المنزلة قبله ، كما قال اللّه تعالى : «مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ»۳ .
«أمامه» أي: قدّامه ، والمراد بجعله أمامه : اتّباعه والاقتداء به ، والمراد بجعله خلفه : الإعراض عنه وترك العمل به، كما قال اللّه تعالى : «فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ»۴ .
«السبيل» : الطريق ، وكلاهما يذكَّر ويؤنَّث .
«من قال به صدق»، إن كانت الرواية بالتخفيف وفتح الصاد فمعناه : أنّ من قال قولان قولاً محتجّاً به متمسِّكا في إثباته، كان قولاً مصحَّحا صادقا .
وان كانت الرواية بالتشديد وضمّ الصاد، فمعناه : صدَّقه الناس ، أي: حكموا بصدقه .
«اُجر» أي: أعطاه اللّه الأجر ، وهو الثواب.

1.سورة هود ، الآية ۸۱ .

2.سورة يونس ، الآية ۲۷ .

3.سورة البقرة ، الآية ۹۷ .

4.سورة آل عمران ، الآية ۱۸۷ .

صفحه از 307