الأربعون الودعانية - صفحه 214

وقد مدح اللّه تعالى التوكُّل وحثّ عليه فقال : «وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ»۱ ، وقال : «وَعَلَى اللّه فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»۲ ، وقال : «فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه إِنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»۳ ، وقال النبي صلى الله عليه و آله : التوكُّل نصف العبادة۴ ، وقال أيضا : لو توكَّلتم على اللّه حق توكُّله لرُزقتم كما يرزق الطير ؛ تغدو خماصا وتروح بطانا۵.
و«التفويض» : أن لا يَختار العبد شيئا خلاف ما يختار [اللّه ] ۶ له .
و«التسليم» : الانقياد ، وهو إظهار العبودية ، وكذا الإسلام والاستسلام .
وقيل : التفويض يكون قبل نزول القضاء ، والتسليم يكون بعده ، وقد مدح اللّه تعالى أنبياءه بالتفويض والتسليم، فقال في حقِّ إبراهيم عليه السلام : «إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَـالَمِينَ»۷ ، وقال في حقّ رجل من قوم موسى : «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللّه »۸ .
وقيل : التوكل بدأة وهو صفة المؤمنين، والتسليم واسطة وهو صفة الأولياء، والتفويض نهاية وهو صفة الخواصّ» . و«الرضا» هو سرور القلب بمُرِّ القضاء .
وقيل : هو أن يتحقّق العبد أنّ اللّه عدل في قضائه غير متَّهم في حكمه .
والصبر: ترك الشكوى من ألم البلوى ، وقيل : هو تجرُّع المرارة من غير تعبيس. ۹
وقيل : هو الثبات على أحكام الكتاب والسنّة .
وفضيلة الصبر ومدح الصابرين أشهر من أن يحتاج إلى بيان ، ولو لم يَرد في

1.سورة الطلاق ، الآية ۳ .

2.سورة المائدة ، الآية ۲۳ .

3.سورة آل عمران ، الآية ۱۵۹ .

4.لم نقف عليه ، والذي في غرر الحكم (ح ۵۸۰۲) عن النبيِّ صلى الله عليه و آله : « صلاح العبادة التوكُّل ».

5.التحفة السنية ، ص ۸۱ ؛ ومستدرك الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۱۲۷۸۹ .

6.الزيادة اقتضاها السياق .

7.سورة البقرة ، الآية ۱۳۱ .

8.سورة غافر ، الآية ۴۴ .

9.قاله الفضيل كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۲ .

صفحه از 307