الأربعون الودعانية - صفحه 222

قطعه عمّا كان موصولاً به من العلائق، فانقطع هو .
«كفاه اللّه كلَّ مؤونة» أي : قَضى اللّه حوائجه ، وسدّ مفاقره . وأصل المؤونة : ما لابدّ له منه من القوت والمسكن ، ومنه قولهم : مؤونة المرأة على الزوج ، ومؤونة الولد على الوالد.
«وكله اللّه إليها» ـ بالتخفيف ـ أي : تركه معها ولم يُنعِم عليه بالمعونة وكفاية المؤونة، فيكون معذَّبا بالحرص والهوان ، معاقَبا بالخيبة والحرمان .
«حاوله» : أراده .
قوله : «كان أبعد له» يعني: كان فعله أبعد ممّا رجا ، فاسم «كان» مضمر ، وهو فعله . المعنى : أنّه إذا كان يرجو أمرا ويطلبه أو يخافه ويتّقه ، فتوسَّلَ إلى تحصيله أو إلى دفعه بمعصية اللّه تعالى ، صار بواسطة المعصية وشؤمها أبعد عن مرجوّه ، وأقرب إلى مخوفه بالنسبة إلى ما قبل التوسل بالمعصية .
«المحامد»: جمع محمدة ، وهي الحمد .
«عاد» هنا بمعنى : صار ، فلذلك احتاج إلى خبر ، وهو قوله : «ذامّا» . وإذا كان «عاد» بمعنى رجع تمّ بفاعله، ولم يحتجْ إلى خبر ، مثال الأوّل : عاد الماء جمدا، أو الرطب تمرا ، أي: صار . ومثال الثاني : عاد زيد من سفره ، أي: رجع .
«السخط»: ضدّ الرضا .
«السريرة» و «السر »: ما يكتم عن الناس ، و «العلانية» ضدّها .
قوله : «ومَن عمل لآخرته كفاه اللّه أمر دنياه» قريب في المعنى من قوله : «ومن انقطع إلى اللّه كفاه اللّه كلَّ مؤونة» .

صفحه از 307