الأربعون الودعانية - صفحه 224

ألسنتهم؟! فمن أراد السلامة [يوم القيامة] ۱ فليحفظ ما جرى به لسانه ، وليحرس ما انطوى عليه جنانه ۲ ، وليُحسن عمله ، وليُقصر أمله ۳ .

ثم لم تمض إلّا ۴ أيام حتّى نزلت هذه الآية: «لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلَا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ»۵ . ۶

[ الشرح ]

الرحمة من اللّه تعالى : إرادة الخير ، ومن الآدميين : رقّة القلب .
قوله: «تكلَّم فغنم»، يعني: تكلَّم بخير ؛ لأنّ التكلم بخير هو سبب الغنيمة ، لا مطلق التكلم .
قوله : «إنّ اللسان أملك شيء للإنسان» معناه : إنّ لسان الإنسان أقهر له وأحكم عليه من سائر أعضائه ؛ ألا ترى أنّه يملك حبس بطنه وفرجه ويده ورجله وسمعه وبصره عن المحرَّمات يوما وأياما في البعض ، ولا يملك حبس لسانه عن الغيبة وعن الكلام فيما لا يعنيه بعض يوم، إلا بغاية التكلّف ؟ ولهذا قيل : مقتل الإنسان بين فكّيه .
وتفسير «المعروف والمنكر» سبق في شرح الحديث الثالث .
«كبّه» أي: ألقاه على وجهه ، يكبّه كبّا فأكبّ هو ، أي: سقط على وجهه ، ومنه قوله تعالى : «أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى»۷ ، وهذا من النوادر أن [تقول] : فعلت

1.الزيادة من «ش».

2.في «خ» : «ختانه».

3.إلى هنا ينتهي ما أورده ابن العربي في الفتوحات المكية .

4.في «خ» : - «إلّا» .

5.سورة النساء ، الآية ۱۱۴. والنجوى: اسم مِن ناجاه مناجاة ونجاء: إذا سارَّه .

6.بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۷۸ ، عن أعلام الدين.

7.سورة الملك ، الآية ۲۲ .

صفحه از 307