الأربعون الودعانية - صفحه 235

«جنحوا» : مالوا ، ومنه قوله تعالى : «وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا»۱ .
والمراد بمجيء رسل ربهم : مجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم، إمّا بنزول عذابٍ أو بغيره .
«أمّلوا» يعني: رجوا وتوقّعوا.
«ولا إلى ما فاتهم» يعني: من أعمال الآخرة أو من أعمال الدنيا .
«خلفوا» أي: تركوا خلفهم بعد موتهم .
«ولم يغن الندم» أي: ولم ينفع.
قوله : «وقد جفَّ القلم» يعني: انقطعت كتابته ، والمراد به: إما القلم الذي كَتَبَ في اللوح المحفوظ بأمر اللّه تعالى كلَّ كائن من أوّل وجود العالم إلى قيام الساعة ، أو القلم الذي يَكتب به الملكان الحافظان أعمال العبد ؛ فإنّه يجفّ بموت العبد ، أي: ينقطع كتابته . «فجف القلم» كناية عن انقطاع الكتابة ؛ لأنّه من لوازمها .
قوله : «وأنفق قصدا» أي: إنفاقا عدلاً، لا إسرافا ولا تقتيرا ، كما قال اللّه تعالى : «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَ لَمْ يَقْتُرُواْ» الآية ۲ .
و«القصد» : العدل ، والقصد ـ أيضا ـ : المعتدل ، يقال: رجل قصد ، أي: معتدل القامة، لا طويل ولا قصير.
والإمرة ـ بالكسر ـ : مصدر الأمير ، كالإمارة ، ومعناها : الولاية والسلطنة ، ومعناها : إنّه لا يطيع نفسه فيما يأمره به من السيئات .

[ 14 ]

الحديث الرابع عشر ۳

۰.عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أيها الناس ، لا تعطوا الحكمة غير أهلها

1.سورة الأنفال ، الآية ۶۱ .

2.سورة فرقان ، الآية ۹۷ .

3.الفتوحات المكية ، ج ۱ ، ص ۵۵۷ و ، ج ۴ ، ص ۷۲ .

صفحه از 307