الأربعون الودعانية - صفحه 238

الطاعات عن النظر إلى الخلق .
وقيل : الرياء :« هو أن يكون طاعة الإنسان بين الناس أحسن وأتمّ من طاعته في خلوته» .
وقال الفضيل : «الرياء ترك العمل لأجل الناس، فأمّا العمل لهم فهو شرك » ۱ ، والإخلاص : الخلاص من هذين . ۲
«فيحبط عملكم»، أي: فيبطل ثوابه.
والمراد بمنع الموجود : منع كل ما يقدر عليه الإنسان من الماعون وغيره .
«استبان» ، أي: تبيَّن وظهر.
«الرشد» : الهدى ، و«الغيّ» : ضدّه ، وهو الضلال .
«الاجتناب» : التباعد عن الشيء .
قوله : «فردّوه إلى اللّه » أي: ردّوه إلى كتاب اللّه تعالى ، واعرضوه عليه لينكشف لكم حكمه بوجود عينه أو بوجود نظيره وشبهه . ويجوز أن يكون المراد بردّه إلى اللّه تعالى : أن يقول العبد : اللّه أعلم به .
«الصَّمت» : السكوت.
و «حسن الخلق» : قيل هو ما اختاره اللّه تعالى لنبيه عليهم السلام في قوله تعالى : «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَـاهِلِينَ»۳ .
وقيل : هو مجموع خصال حميدة وصفات شريفة تتضمن اقتراب كل خير واجتناب كل شر. وقيل : هو احتمال المكروه بحسن المداراة .
وقيل : هو كفّ الأذى واحتمال الأذى من الجنس وغير الجنس .

[ 15 ]

الحديث الخامس عشر ۴

۰.عن ابن عمر قال : خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله خطبة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها۵القلوب ، فكان۶مما ضبطت منها :عن ابن عمر قال : خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله خطبة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها ۷ القلوب ، فكان ۸ مما ضبطت منها : أيها الناس ، إنّ أفضل الناس من ۹ تواضع عن رفعةٍ ، وزهد عن غنيةٍ ۱۰ ، وأنصف عن قوَّةٍ ، وحلم عن قدرةٍ ، ألا وإن أفضل الناس عبد أخذ من ۱۱ الدنيا الكفاف ، وصاحب فيها العفاف ، وتزوّد للرحيل ، وتأهّب للمسير ، ألا وإن أعقل الناس عبد عرف ربَّه فأطاعه ، وعرف عدوَّه فعصاه ، وعرف دار إقامته فأصلحها ، وعرف ۱۲ سرعة رحيله ۱۳ فتزود لها ، ألا وإنّ خير الزاد ما صحبه ۱۴ التقوى ، وخير العمل ما تقدمته النية ، وأعلى الناس منزلة عند اللّه أخوفهم منه. ۱۵

[ الشرح ]

«ذرفت الدمع» : سال ، وذرفت العين: سال دمعها ، وهو من باب صرف.
«وجلت» أي: خافت ، وهو من طَرِب .
«ضبطت» أي: حفظت .
«التواضع» : ضد التكبر . و «الرفعة» : ارتفاع القدر وعلوّه.

1.في تاريخ مدينة دمشق (ج ۴۸ ، ص ۳۸۳) ما نصه : «وقال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء ، والعمل لأجل الناس هو الشرك» .

2.في ميزان الحكمة لمحمدي الريشهري (ج ۴ ، ص ۳۷۱۹) عن النبي صلى الله عليه و آله : غاية اليقين الإخلاص ، غاية الإخلاص الخلاص.

3.سورة الأعراف ، الآية ۱۹۹ .

4.سير أعلام النبلاء ، ج ۸ ، ص ۳۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۸۲.

5.في «ش» : «لها» .

6.في «ش» : «وكان».

7.في البحار : «أفضل الناس عبدا من».

8.في البحار : «وزهد عن رغبة».

9.في البحار : «في» .

10.في «ش» : «وعلم».

11.في «ش» : «رحلته».

12.في «ش» : «صحبته».

13.بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۷۹ ، عن أعلام الدين ، وهذا الحديث لم يرد في الفتوحات المكية.

صفحه از 307