الأربعون الودعانية - صفحه 251

ـ بالسكون والفتح فيهما ـ ، ومنهم من يقول: خلَف صدق ـ بفتح اللام ـ و خلْف سوء ـ بسكونها ـ ، والواحد والجمع فيه سواء ؛ قال اللّه تعالى : «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَ اتِ»۱ .
وقوله : «بقية ماضين» : أي: قليل بقي منهم ، وهو من قولهم : بقي من المال أو من الطعام بقية ، أي: شَيء قليل : ونظيره قوله تعالى : «وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَـارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ»۲ وليس من البقية بمعنى الخير والطاعة ، كما في قوله تعالى : «فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ»۳ أي : اُولوا تمييز وخير وطاعة . وقيل : إنّ البقية تستعمل أيضا بمعنى الشرّ ، ولكنه قليل .
«بسطة» أي : سعة وزيادة ، ويحتمل أن يكون أراد بها: السعة في المال والغنى ، أو في الخلقة والصورة، أو أرادهما معا ، ومنه قوله تعالى : «وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ»۴ ، وقوله تعالى : «وَ زَادَكُمْ فِى الْخَلْقِ بَصْـطَةً»۵ أي : في الخلقة ، قال ابن عباس رضى الله عنه : «كان أطولهم مئة ذراع، وأقصرهم ستّين ذراعا» ۶ .
«سطوة» أي : قهرا .
«اُزعجوا»: اُقلعوا واُخرجوا عنها ، أي عن الدنيا .
«أسكن ما كانوا إليها»، أي : آنس ما كانوا بها ، يقال : سكن إليه : إذا أنس به .
و «آوى» أي : انضمّ ، ومنه قوله تعالى : «جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا»۷ .
«أوثق ما كانوا»، أو أشدّ ما كانوا إيمانا إليها وإيقانا وعليها اعتمادا ، يقال : وثق به : إذا ائتمنه واعتمد عليه .

1.سورة مريم ، الآية ۵۹ .

2.سورة البقرة ، الآية ۲۴۸ .

3.سورة هود ، الآية ۱۱۶ .

4.سورة البقرة ، الآية ۲۴۷ .

5.سورة الأعراف ، الآية ۶۹ .

6.راجع: شرح اُصول الكافي ، ج ۱۲ ، ص ۶ .

7.سورة الأعراف ، الآية ۱۸۹ .

صفحه از 307