الأربعون الودعانية - صفحه 261

أَزْوَ اجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ» 1 ؛ وإنَّما يولَّد فضول النظر الغفلة لاشتغال القلب بالمنظور إليه وتعلّقه به ، فيغفل عن الطاعات والعبادات ؛ قال تعالى : «مَّا جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ» 2 .
«استشعار الطمع» : إضماره ، من قولهم : استشعر فلان خوفا ، أي: أضمره.
«فإنَّه يشرب القلوب شدَّة الحرص» أي: فإنّ الطمع يسقي القلوب و يحمّلها على أن تشربه، فالهمزة في «اُشرب» للتعدية ، تقول : شرب زيد الماء وأشربه إيّاه عمرو ، ومنه قوله تعالى : «وَ أُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ» 3 أي : سقيت قلوبهم حبّ العجل ، فحدف المضاف، وهو الحب .
«الختم على الشيء » : تغطيته والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء ولا يخرج منه شيء ، ومنه: ختم الكيس، وختم الدار، وختم الكتاب .
و «الطابع »: الخاتم ، معناه: إنّ الطمع يغطي القلوب ويربطها ربطا وثيقا بواسطة حب الدنيا، بحيث لا يدخل فيها الحكمة والموعظة ، ويتراكم عليها أصداء الغفلات و حجبها ، فلا يتجلَّى فيها عرائس المغيبات ، ومنه قوله تعالى : «خَتَمَ اللّه عَلَى قُلُوبِهِمْ» 4 ، وقوله تعالى : «فَإِن يَشَإِ اللّه يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ» 5 أي : ينسيك ما آتاك من القرآن والحكمة .
قوله: «وهو» ، يعني : حبّ الدنيا .
وإحباط الحسنة : إبطال أجرها وثوابها ، ونظير هذا قوله عليه السلام : حبّ الدنيا رأس كل خطيئة 6 .

1.سورة طه ، الآية ۱۳۱ .

2.سورة الأحزاب ، الآية ۴ .

3.سورة البقرة ، الآية ۹۳ .

4.سورة البقرة ، الآية ۷ .

5.سورة الشورى ، الآية ۲۴ .

6.الخصال للصدوق ، ص ۲۵ .

صفحه از 307