النقلة ۱ ، وأعدّوا الزاد لقرب الرحلة ، واعلموا أنّ كلّ امرئٍ [على] ۲ ما قدّم قادم ، وعلى ما خلّف نادم. ۳
[الشرح]
«خدعه» و«اختدعه» بمعنىً واحد، أي: خَتَلَه وأراد به المكروه من حيث لا يعلم.
«العاجلة »: الدنيا ، وهو صفة لمحذوف ، [الآجلة ] ۴ الآخرة: وهو صفة لمحذوف، تقديره : الدار العاجلة والدار الآجلة . «غرّه يغرّه غرورا» : إذا أراه أمرا ظاهره حَسَنٌ محبوب و باطنه قبيح مكروه ، فالمغرور بالشيء يَعلم حقيقته... إلّا أنّه لا يعلم سوء عاقبته ، والمخدوع بالشيء لا يعلم تمام حقيقته غالبا ولا يعلم سوء عاقبته . فالإخفاء في الخديعة أكثر منه في الغرور . وهذا هو الفرق بينهما .
«الاُمنيّة» : ما يتمَنّاه الإنسان ، أي: يشتهيه ، والجمع الأمانيّ ـ بتشديد الياء ـ .
«استهوته»، سبق ذكر تفسيره في الحديث الأوّل .
«الخُدَعَة» ـ بضم الخاء وفتح الدال ـ : الكثيرة الخدع ، ومنه قوله عليه السلام في إحدى الروايات الثلاث : الحرب خدعة ۵ ، أي: كثيرة الخدع لأهلها ، والمراد بالخدعة هنا : الدنيا ، ولم يخلق اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ أخدع للإنسان من النفس والشيطان ، ولا سبيل لهما الى خديعة الإنسان إلّا بواسطة زخارف الدنيا و شهواتها ولذّاتها ، فثبت أنّ الدنيا في الحقيقة هي الخدعة ، ولهذا قدَّمها اللّه تعالى في قوله تعالى : «فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَ لَا يَغُرَّنَّكُم بِاللّه الْغَرُورُ»۶ يعني: الشيطان .
«كَنَّ إلى كذا» : أي: مال اليه وسكن .
1.في البحار : «لا زوال لنقله» ، والنقلة: الانتقال ، وهو كناية عن قرب الموت .
2.من البحار والفتوحات المكية.
3.البحار ، ج ۷۷ ، ص ۱۸۳ ، وهذا الحديث لم يرد في الفتوحات المكية .
4.الزيادة اقتضاها السياق.
5.الكافي ، ج ۷ ، ص ۴۶۰ ، ح ۱ .
6.سورة لقمان ، الآية ۳۳ .