الأربعون الودعانية - صفحه 271

الدنيا للاستباق إلى الجنة ، كالخيل تضمر قبل ان يسابق عليها .
«المغتبط» ـ بكسر الباء ـ : المغبوط ، تقول : غبطته فاغتبط ، كما تقول : منعتُهُ فامتنع وحبسته فاحتبس ، أي: تمنَّيتَ مثل حاله الحسن من غير أن تريد زوالها عنه ، وفي الحسد : تريد زوالها عنه إليك ، فهذا هو الفرق بين الغبطة والحسد ، والغبط: الاسم ، وهي حسن الحال ، ومنه قولهم : اللهمَّ غبطا لا هبطا ، أي: نسألك الغبطة ، ونعوذ بك أن نهبط عن حالتنا . والمراد من المغتبط ـ في الحديث ـ : الفرح المسرور .
«بما احتقب» ، أي: جمعه وشدَّه خلفه من الأعمال الصالحة ، وهو استعارة من حقيبة المسافر ، وهي الوعاء الذي يضع فيه متاعه ويشدّه خلفه .
«الغانم» : آخذ الغنيمة .
«المبتئس» : الكاره الحزين .
وإنّما كان الطمع فقرا لأنّ بالطمع لا يكفيه شيء ، بل كلَّما حصل له شيء طلب الزيادة عليه .
واليأس: قطع الرجاء والأمل ، وهو ضدّ الطمع ؛ وإنّما كان اليأس غنىً لأنّ من قطع طمعه عن فضول الدنيا كفاه كلُّ شيء .
وكون «القناعة راحة» أظهر من أن يحتاج الى شرح .
«العزلة» : اسم من الاعتزال ، وهو الانفصال عن الشيء والتباعد عنه ؛ وإنّما كان «العزلة عبادة » لأنّها أقرب إلى السلامة ؛ من حيث إنّها تكفُّ السمع والبصر واللسان

صفحه از 307