الأربعون الودعانية - صفحه 288

ويبتلي ليجزي ، و ۱ إنَّها لسريعة الذهاب ، و ۲ وشيكة الانقلاب ، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها ، واهجروا لذيذ عاجلها لكربة ۳ آجلها ، ولا تسعوا في عمرانها وقد ۴ قضى اللّه خرابها ، ولا تواصلوها وقد أراد اللّه منكم اجتنابها ، فتكونوا لسخطه متعرّضين ، ولعقوبته مستحقّين. ۵

[ الشرح ]

«الالتواء» : الاعوجاج ، و«الاستواء» : الاستقامة .
«التَّرَح» : الحزن ، والمعنى : أنّ اللّه تعالى جعلها دار بلاء وتعب ونصب ، فاُمور الإنسان فيها لا تجري على ما يريده ويختاره ، بل على ضدّ ذلك في الأعمّ الأغلب .
«الرخاء» : السعة وحسن الحال ، وهو ضدّ: الشدَّة .
«البلوى» : الاختبار والامتحان بالنعمة وبالمكروه .
و «دار عقبى»، أي: دار جزاء ، قال الجوهري : «العقبى جزاء الأمر ، يقال : أعقبه بطاعته ، أي: جازاه ».
«العوض» : البدل ، وفي الحديث : في اللّه عوض من كلِّ فائت۶.
«الوشيكة» : السريعة أيضا .
قوله : «فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها» ، معناه : لا تحبّوها ولا تميلوا إليها ولا تستحلُّوها، فتألفوها ويتعلّق قلوبكم بها ، ولابدّ لكم من فراقها ، وهو أن يأتيكم الموت، فيصيبكم من ألم فراقها مثل ما يصيب الصبيَّ عند فطامه من الرضاع .

1.في «خ» : - «و» .

2.في المخطوطة والفتوحات المكية : - «و» .

3.في «خ» و «ش» والفتوحات المكية : «لكريه».

4.في «خ» و «ش» والفتوحات المكية : «في عمران دار قد» ، وفي البحار : «في عمارة قد».

5.بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۸۷ عن أعلام الدين.

6.في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي (ج ۹ ، ص ۴۰۱) عن العلّامة البلاذري في أنساب الأشراف (ص ۵۶۴ ، ط/ دار المعارف ، بمصر) قال : المدائني عن أبيه قال : قال الشعبي : لمّا قبض صلى الله عليه و آله سمعوا مناديا ينادي : في اللّه عوض كلِّ فائت ، وعزاء من كلِّ مصيبة ، المجبور من جبره الثواب ، والمحروم من حرمه ، فقال علي عليه السلام : هذا الخضر يعزّيكم عن نبيّكم .

صفحه از 307