الأربعون الودعانية - صفحه 292

«المرضاة» : الرضا ، وقد سبق تفسيره في الحديث السادس ، وسبق تفسير «اليقين» في الحديث السادس عشر .
و «العَرَض» ـ بفتحتين ـ : حطام الدنيا ومالها ، قلّ أو كثر . وقال صاحب الغريبين : «هو طمع الدنيا وما يعرض منها» ۱ ، وهذا أعمّ من الأوّل ؛ لأنّه يعمّ اللذّات والأموال والمنافع كلّها ، ومنه قوله تعالى : «يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأَْدْنَى»۲ ، وقوله تعالى : «لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا»۳ ؛ وإنما سمّي عرضا لأنّ المال لا يبقى على أحد ، بل هو سريع الانتقال من مالك إلى مالك كالأعراض القائمة بالجواهر على قول من لا يرى بقاءها زمانين ، وعلى قول من يرى بقائها زمانين أيضا ؛ لأنّه يرى فناءها بفناء الجواهر التي هي محالّها ، وكما أنّ الجواهر والأجسام التي في الدنيا تفنى وتتلاشى ، كذلك الدنيا عند قيام الساعة تفنى وتتلاشى .
وقوله : «وعدا»، أي : موعودا ، والمصدر بمعنى المفعول ، كما في قولهم : «شيء ردّ» أي: مردود ، وضرب الأمير، ونسج اليمن .
«نظر له» أي: رحمه . ونظر إليه ، أي: رآه . ونظره ، أي: انتظره ، ومنه قوله تعالى : «انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ»۴ ، ونظر فيه : أي: تأمّل وتفكَّر . ونظره : أي: قابله ، ومنه قولهم: داري ناظرة إلى داره ، أي: مقابلة لها ، فهذه خمسة أوجه .
ونظر الإنسان لنفسه : هو ان يشتغل بإصلاح آخرته بالتقوى والأعمال الصالحة ، ويقطع علائق حب الدنيا من قلبه بقدر الإمكان .
«التمهيد» سبق في الحديث الثاني والعشرون . و «الرمس» في الحديث الحادي عشر .
«الرسن»: الحبل الغارب ما بين السنام والعنق ، وإرخاء الرسن : إلقاء الحبل على الغارب. كلاهما كناية عن الإطلاق والتخلية ، ومنه قولهم في كنايات الطلاق : «حبلك

1.نقل معناه: الطريحي في تفسير غريب القران ، ص ۳۳۵ ، وراجع: الغريبين للهروي .

2.سورة الأعراف ، الآية ۱۶۹ .

3.سورة التوبة ، الآية ۴۲ .

4.سورة الحديد ، الآية ۱۳ .

صفحه از 307