الأربعون الودعانية - صفحه 295

التاط فيها بثلاث ۱ : شغل لا ينفد ۲ عناؤه ، وفقر لا يدرك غناه ۳ ، وأمل لا ينال منتهاه ، ألا ۴ إنّ الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان ، فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه ، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذ الموت بعنقه ۵ ، ألا وإنّ السعيد مَن اختار باقية يدوم نعيمها ، على فانية لا ينفد عذابها ، وقدّم لما يقدّم عليه ممّا هو [الآن] ۶ في يديه ، قبل أن يخلفه لمن يسعد بإنفاقه ، وهو قد شقي بجمعه واحتكاره ۷ . ۸

[ الشرح ]

الضمير في قوله : «إنّه»، ضمير الشأن والأمر .
«التاط»، أي : التصق ، وفاعله: القلب . ومعناه : إلّا التصق قلبه من حبّ الدنيا بثلاث . يقال : لاط الشيء بقلبه يلوط لوطا ويليط ليطا ، أي: التصق ، واللوط والليط : الحب اللازق بالقلب ، وهذا أمر لا يلتاط بصفري ، أي: لا يلتصق بقلبي.
وقوله : «بثلاث» أي: بثَلاث خصال، أو خلال.
ويجوز في «شغل وفقر وأمل» الجرّ؛ على أنّها عطف بيان ، والرفع؛ على أنّها خبر مبتدأ محذوف، تقديره : «أحدها شغل ، والثاني فقر ، والثالث أمل ».
وقوله : «إنّ الدنيا والآخرة طالبتان و مطلوبتان»، يعني : إنّ الدنيا تطلب أبناء الآخرة ، ويطلبها أبناؤها، فصارت طالبة ومطلوبة . والآخرة تطلب أبناء الدنيا ويطلبها أبناؤها، فصارت أيضا طالبة ومطلوبة.

1.في «خ» : «منها ثلاث» ، و في «خ» : - «التاط» .

2.في «خ»: «لا ينفك».

3.في «خ»: «غناؤه».

4.في «خ» و «ش» : - «ألا».

5.في البحار : «حتى يأخذه الموت بغتة» .

6.ما بين المعقوفتين من «خ».

7.في أعلام الدين والبحار : «وقد شقي هو بجمعه» .

8.بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۸۸ ، عن أعلام الدين ، وهذا الحديث لم يرد في الفتوحات المكية .

صفحه از 307