شرح چهار حديث از اربعين هروي - صفحه 513

النبيّ إنسان اُوحي إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه ، فإن اُمر بذلك فرسول أيضا ، أو اُمر بتبليغه وإن لم يكن له كتاب أو نسخ لبعض شرع من قبله كيوشع عليه السلام ، فإن كان له ذلك فرسول أيضا .
وفي الكافي عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه تعالى : «وَكَان رَسُولاً نبِيّا»۱ ، ما الرسول ؟ وما النبيّ ؟ قال : النبيّ الّذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول الّذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك . قلت : الإمام ما منزلته ؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين . ثمّ تلا هذه الآية : «وَمَا أرْسَلْنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ»۲ ولا مُحدَّثٍ ۳ .
أقول : كلّ من اللفظين قد يطلق على الآخر ، وعند الافتراق يفترق بينهما بأحد الوجوه المذكورة في الأخبار أو غيرها حسب ما ساعده المقام . وثبوت معنى شرعي أو عرفي يحمل اللفظ عليه عند الإطلاق غير معلوم . نعم الشائع في النبيّ أنّه لا يراد به مطلق معناه اللغوي ، بل خصوص من يخبر عن اللّه تعالى بغير واسطة بشر ، ولا يبعد دعوى كونه ۴ حقيقة عرفيّة بل فيما هو أعمّ منه ، وهو ما ذكر أوّلاً ؛ لأنّ هذا لا يشمل بظاهره من لم يبعث إلى أحد ، بل كان نبيّا على نفسه فقط ، وأمّا الرسول فالظاهر بقاؤه على معناه اللغوي ، وهو مطلق من اُرسل إلى غيره ، ولو استفيد منه خصوصيّة فبالقرينة .
قوله : «وكان ذلك الصانع حكيما» ، أي لم يخلق الخلق عبثا ، كما قال تعالى : «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ»۵ ، بل خلقهم ليصلوا بتحصيل رضاه واجتناب سخطه إلى السعادة الأبديّة ، ويتجنّبوا عن الشقاوة السرمديّة ، وذلك إنّما يكون برسول يعرفهم رضاه وسخطه ؛ لئلاّ يكون لهم عليه تعالى حجّة ، وقد قال

1.سورة مريم ، الآية ۵۴ .

2.سورة الحجّ ، الآية ۵۲ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ ، باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدَّث ، ح ۱ .

4.المثبت من «ج» ، وفي «أ» : كون .

5.سورة المؤمنون ، الآية ۱۱۵ .

صفحه از 543