شرح چهار حديث از اربعين هروي - صفحه 518

الوجه المذكور هو المراد من الدلائل والبراهين الّتي أتت بها الرسل ؛ قال تعالى ۱ : «فَذَانِكَ بُرهَانَانِ مِن رَبِّكَ إِلَى فِرعَونَ وَمَلَائِهِ»۲ ، والدليل ۳ والبرهان كثيرا ما يطلقان على شيء واحد ، ويمكن الفرق بينهما باعتبار أنواع الدليل من اللِّمّ والإنّ ودليل الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن ودليل الأنفس والآفاق إلى غير ذلك بتخصيص أحدهما ببعضها والآخر ببعض آخر حسب ما يناسب المقام ، ولعلّ التفرقة هنا بحسب أنواع المعجزات ؛ حيث إنّها تتعلّق بالفلكيّات والعنصريات وبالجمادات والنباتات والحيوانات وغير ذلك .
قوله عليه السلام : «يكون معه علم» ، أي علم باللّه وآياته ، كذا قيل ، وهو يناسب قراءة «عِلم» بالكسر ، والأظهر أنّه بالفتحتين ، أي علامة ومعجزة .
وقوله عليه السلام : «وجواز عدالته» المراد بجواز عدالته ثبوتها وتحقّقها لا مجرّد الإمكان كما لا يخفى ، ويشهد لذلك توحيد الصدوق رحمه الله ؛ حيث إنّ فيه بدل قوله عليه السلام «جواز عدالته» : وجوب عدالته .
ويمكن أن يراد بالجواز : المضي والنفوذ ، وبعدالته : الأحكام والأعمال الصادرة منه ؛ فإنّها لمّا كانت على وجه العدل ، لا محالة اُطلق عليه العدالة ، أي يكون معه علم يدلّ على صدق أقواله ونفوذ أحكامه وأفعاله في الرعيّة .

1.كتب في نسخة «ج» فوقه بخط آخر : في سورة طسم .

2.سورة القصص ، الآية ۳۲ .

3.«ج» : - والدليل .

صفحه از 543