شرح چهار حديث از اربعين هروي - صفحه 524

وعن جماعة : أنّه من باب الصرفة ، بمعنى أنّ العرب كانت قادرة على كلام مثل القرآن ، ولكنّ اللّه يصرفهم عن معارضته ، وذلك إمّا بصَرف دواعيهم عنها مع توفّر الأسباب الداعية ، وذلك الصرف خارق للعادة فيكون معجزا ، كما عن النَظّام ۱ وأتباعه . وإمّا بأنّهم وإن كانوا عالمين بنظم القرآن وبأنّه كيف يؤلّف كلام يساويه أو يدانيه ، إلاّ أنّهم كلّما حاولوا ذلك أزال اللّه تعالى عن قلوبهم تلك العلوم . والمشهور هو المنصور .
وقد يردّد في بيان كونه معجزا بأنّ السورة المتحدّى بها إن بلغت في الفصاحة إلى حدّ الإعجاز فقد حصل المقصود ، وإلاّ فامتناعهم عن المعارضة مع شدّة دواعيهم إلى توهين أمره معجز ، فعلى التقديرين يحصل الإعجاز .
هذا ، وكيف كان فإعجاز القرآن المجيد ممّا لا ينبغي أن يخفى على فطِن ولا بليد ، وهو كاف لإثبات نبوّة نبيّنا صلى الله عليه و آله ، مع أنّه تعالى لم يكتف بذلك ، بل أعطاه ـ رفعا لذكره وتفضّلاً على الخلق بزيادة إيضاح الحجّة ـ معجزات كثيرة باهرة ؛ فعن المناقب :
كان للنبيّ صلى الله عليه و آله من المعجزات ما لم يكن لغيره من الأنبياء ، وذكر أنّ له أربعة آلاف وأربعمئة وأربعون معجزة ، ذُكرت منها ثلاثة آلاف تتنوّع أربعة أنواع : ما كان قبله ، وبعد ميلاده ، وبعد بعثه ، وبعد وفاته ، وأقواها وأبقاها القرآن ، انتهى ۲ .

إنارة عقليّة

قد يُتمسّك لإثبات نبوّة نبيّنا بخصوصها بدليل العقل المجرّد عن النقل ، وهذا وإن

1.هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيّاد مولى آل الحارث بن عبّاد الضُّبَعي البصري المتكلّم ، شيخ المعتزلة ، وهو شيخ الجاحظ ، تكلّم في القدر ، وانفرد بمسائل ، وكان يقول : إنّ اللّه لا يقدر على الظلم ولا الشرّ ، وصرّح بأنّ اللّه لا يقدر على إخراج أحد من جهنّم ، مات في خلافة المعتصم سنة بضع وعشرين ومئتين . لاحظ ترجمته في : تاريخ بغداد ، ج ۶ ، ص ۹۷ ـ ۹۸ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۰ ، ص ۵۴۱ ـ ۵۴۲ ، رقم ۱۷۲ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۶ ، ص ۱۴ ـ ۱۹ ؛ لسان الميزان ، ج ۱ ، ص ۹۶ ـ ۹۷ ، رقم ۱۷۶ .

2.المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ و۱۲۶ ؛ وعنه في البحار ، ج ۱۷ ، ص ۳۰۱ ، ح ۱۳ .

صفحه از 543