شرح چهار حديث از اربعين هروي - صفحه 529

يراد بها أوّل ما يظهر من القادر من الفعل الأوّلي الّذي به يصدر جميع أفاعليه وآثاره ، وهي القدرة إذ لا مقدور عينا وإن كان ذكرا ، وهي الولاية المطلقة ، والقدرة الّتي استطال اللّه بها على كلّ شيء ، والرحمة الّتي وسعت كلّ شيء ، والعلم الّذي أحاط بكلّ شيء ۱
، واليد الآخذة بناصية كلّ شيء ، وهذا المعنى هو المراد بالقدرة في هذا المقام ، كما ينطق به كلام السيّد الاُستاد قدس سره ۲ في غير موضع .
وأمّا «العظمة» ، فقال : إنّها تحت القدرة وحاصلة بها ، ومقامها الكثرة ؛ وهي القدرة إذ مقدور ذكرا وعينا ، وهنا محلّ النبوّة الظاهرة الّتي هي تحت مقام الولاية ، فالقدرة محلّ ظهور المشيّة ؛ والعظمة محلّ ظهور الإرادة ، والقدرة مقام الكاف ؛ والعظمة مقام النون ، والقدرة مقام الإجمال ؛ والعظمة مقام التفصيل ، والقدرة الأصل القديم ؛ والعظمة الفرع الكريم .
«وطوف نوره صلى الله عليه و آله بالقدرة» الّتي هي باطنه ؛ هو استدارة ظاهره على باطنه ؛ استدارة (استمدادية ، والقدرة يستدير عليه استدارة) ۳ إمداديّة .
و«وصوله ـ أي انتهاؤه ـ إلى مقام العظمة» ؛ عبارة عن انتهاء مراتب الكاف وأوّل ظهور التعلّق بالنون ، وهو أوّل مقام ظهور عليّ عليه السلام ؛ فإنّ المقام الأوّل ـ [ و ] هو مقام ۴ الولاية المطلقة ـ ما لم يتمّ بجميع مراتبه لا يوجد الشيء الّذي يتحقّق بعده ، ومراتبه وإن كانت كثيرة ؛ إلاّ أنّها على الإجمال ثلاثة : الأعلى والأوسط والأسفل ،وهو أعلى مقامات العظمة . وعلى التفصيل ـ وإن كان إجمالاً أيضا ـ ثمانون ألف سنة أي مرتبة كما في هذا الخبر ؛ إذ ليس المراد بالسنة : المدّة الّتي هي الزمان الغير القارّ ؛ إذ لا تطرّق للزمان في ذلك المقام ، كما أنّه لا تعدّد في المراتب ۵ أيضا في نظر العقل ، بل إنّما هي بتنزيل الفؤاد . وتلك المراتب المتوسّطة بين مبدأ الشيء ومنتهاه شيء واحد يختلف

1.هذه الفقرات اقتباس من دعاء كميل المعروفة .

2.المثبت من «ج» ، وفي «أ» : ره .

3.ليس في «ج» .

4.في نسخة «أ» : المقام .

5.المثبت من «ج» ، وفي «أ» : «لا تعدّد للمراتب» .

صفحه از 543