زيارة عتبة باب مدينة العلم وابنه سيّد الشهداء ـ عليهما من الصلوات كلّها ومن التسليمات أجزلها ـ قال ما ملخّصه :
إنّ الحقيقة الواحدة تظهر في البصر بصورة عينيّة ملازمة لوضع معيّن وفي الحسّ المشترك بصورة تشابهها من غير تلك الشرائط المعتبرة هناك ، وفي الحالين بقتل التكثّر بحسب الأشخاص كصورة زيد وبكر ، ثمّ تظهر تلك الحقيقة في العقل بحيث لا تقبل الكثرة ، فظهر أنّ الصورة ولو عقليّة غير الحقيقة ، بل الصور المختلفة بحسب المشاعر والمدارك لباس لتلك الحقيقة ، وتلك الحقيقة مع وحدتها الذاتيّة قد تظهر من صور متكثّرة متخالفة الحكم كصور الأشخاص ، وقد تظهر في صورة واحدة كالصورة العقليّة ، والحاصل أنّ الحقيقة من ذاتها قابلةٌ للظهور بصور مختلفة وهي مغايرة لجميع تلك الصور ، فالعلم مثلاً حقيقة واحدة تظهر في اليقظة بصورة عرضية محتجبة عن الحسّ مدركة بالعقل كليّة وبالوهم جزئيّة ، وهي بعينها تظهر في الرؤيا بصورة اللبن والمحجوب الذّي لا يعرف الحقائق إلاّ بصورها ينكر الحقيقة عند تبدّل الصورة ، ولا يعرفها لتحوّلها في ملابسها ، فظهر عليك من هذا أسرارٌ غامضة من أحوال المعاد ، ويتيسّر عليك مشاهدة الواحد في الكثرات ، وصعدت به إلى حقائق ما أنبأ عنه لسان النبوّات من ظهور الأخلاق والأعمال