شرح چهار حديث از اربعين هروي - صفحه 540

بصور الأجسام ، واطّلعتَ على سرّ قوله تعالى : «وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكَافِرِينَ»۱ ؛ فإنّه ظاهر في إحاطة جهنّم في الحال ، ولا حاجة إلى الصرف عن الظاهر ؛ إذ الأخلاق الرذيلة والعلائق الباطلة محيطة بهم ، وهي بعينها جهنّم الّتي ستظهر في الصورة الموعودة عليهم ، إلاّ أنّهم لا يعرفون ذلك ؛ لعدم ظهورها عليهم في هذه النشأة في تلك الصورة ، وأمّا النفس المحيطة بالحقائق وتنقُّلها في الصور فتعرف حقيقة الأمر ، وأيضا يُعرف من ذلك قوله تعالى : «الَّذِينَ يَأكُلُونَ أَموَالَ الْيَتَامَى ظُلما إنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم نَارا»۲ ، وقوله [ صلى الله عليه و آله ] : الّذي يشرب في آنية الذهب [أو الفضّة] إنّما يجرجر في بطنه نار جهنّم۳ ؛ فإنّ ظاهره يدلّ على وقوع هذه الحال في الحال ، والجرجرة بمعنى الصَّبّ ۴ ، وقوله : إنّ في الجنّة قيعانا۵ جمع قاع وهو المستوي من الأرض ، وإنّ غراسها سبحان اللّه والحمد للّه ، فإنّه يدلّ على هذا القول بعينه فيحمل على حقيقته ، انتهى ملخّصا . ۶
وفي البحار نقل عن شيخنا البهائي رحمه الله أنّه بعد أن قال : «تجسّم الأعمال في النشأة الاُخرويّة قد ورد في أحاديث متكثّرة من طرق المخالف والمؤالف ، وقد روى أصحابنا عن قيس بن عاصم ... إلى آخر ما مرّ من الحديث» نقل عن بعض أصحاب

1.سورة التوبة ، الآية ۴۹ ، والعنكبوت ، الآية ۵۴ .

2.سورة النساء ، الآية ۱۰ .

3.الخلاف للشيخ الطوسي ، ج ۲ ، ص ۹۰ ؛ المجازات النبويّة للشريف الرضي ، ص ۱۴۳ ، رقم ۱۰۸ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۲۱۰ ، ح ۱۳۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷ ، ص ۲۲۹ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۲ ، ص ۶۱ ، رقم ۵۳۴۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۴ ، ص ۱۴۲ في ترجمة يحيى بن سعيد القطان (۷۴۶۱) ؛ المعجم الصغير للطبراني ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۳۸ ؛ العجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۵ .

4.الجرجرة : صوت صبّ الماء في الحلق . وقال ابن الأثير : هو صوت وقوع الماء في الجوف كالتجرجر ، وقيل : التجرجر أن تجرع الماء جرعا متداركا حتّى يسمع صوت جرعه ؛ وكذلك الجرجرة ، يقال : جرجر فلان الماء ؛ إذا جرعه جرعا متواترا له صوت . (تاج العروس ، ج ۳ ، ص ۹۵ «جرجر») .

5.عدّة الداعي ، ص ۲۳۹ عنهم عليهم السلام ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۸۲ ، ح ۲ ، وج ۹۳ ، ص ۱۶۳ ، ح ۴۲ ؛ وسائل الشيعة (آل البيت) ، ج ۷ ، ص ۱۵۲ ، ح ۸۹۷۸ . ورواه الطبراني في المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۲۴۰ ، ح ۶۱۰۵ من طريق سلمان عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وعنه الهندي في كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۴۶۸ ، ح ۲۰۳۸ .

6.شرح رسالة الزوراء ، (سبع رسائل للعلاّمة الدواني ، ص ۲۱۸ ـ ۲۱۹) .

صفحه از 543