۲۵۰.الإمام الباقر عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ وأنتَ تُريدُ أن تَجلِسَ فَلا تَدخُلهُ إلّا طاهِرا ، وإذا دَخَلتَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ ، ثُمَّ ادعُ اللّهَ وَاسأَلهُ ، وسَلِّم حينَ تَدخُلُهُ ، وَاحمَدِ اللّهَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . ۱
۲۵۱.مصباح الشريعة ـ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام ـ :إذا بَلَغتَ بابَ المَسجِدِ ، فَاعلَم أنَّكَ قَصَدتَ بابَ بَيتِ مَلِكٍ عَظيمٍ ، لا يَطَأُ بِساطَهُ إلَا المُطَهَّرونَ ، ولا يُؤذَنُ لِمُجالَسَتِهِ إلَا الصِّدّيقونَ ، وهَبِ القُدومَ إلى بِساطِ خِدمَةِ المَلِكِ هَيبَةَ المَلِكِ فَإِنَّكَ عَلى خَطَرٍ عَظيمٍ إن غَفَلتَ .
وَاعلَم أنَّهُ قادِرٌ عَلى ما يَشاءُ مِنَ العَدلِ وَالفَضلِ مَعَكَ وبِكَ ، فَإِن عَطَفَ عَلَيكَ بِرَحمَتِهِ وفَضلِهِ قَبِلَ مِنكَ يَسيرَ الطّاعَةِ وأجزَلَ لَكَ عَلَيها ثَوابا كَثيرا ، وإن طالَبَكَ بِاستِحقاقِهِ الصِّدقَ وَالإِخلاصَ عَدلاً بِكَ حَجَبَكَ ورَدَّ طاعَتَكَ وإن كَثُرَت ، وهُوَ فَعّالٌ لِما يُريدُ .
وَاعتَرِف بِعَجزِكَ وقُصورِكَ وتَقصيرِكَ وفَقرِكَ بَينَ يَدَيهِ ، فَإِنَّكَ قَد تَوَجَّهتَ لِلعِبادَةِ لَهُ وَالمُؤانَسَةِ بِهِ ، وَاعرِض أسرارَكَ عَلَيهِ ، وَليُعلَم ۲ أنَّهُ لا يَخفى عَلَيهِ أسرارُ الخَلائِقِ أجمَعينَ وعَلانِيَتُهُم . وكُن كَأَفقَرِ عِبادِهِ بَينَ يَدَيهِ ، وأخلِ قَلبَكَ عَن كُلِّ شاغِلٍ يَحجُبُكَ عَن رَبِّكَ ، فَإِنَّهُ لا يَقبَلُ إلَا الأطَهَرَ وَالأَخلَصَ .
وَانظُر مِن أيِّ ديوانٍ يَخرُجُ اسمُكَ ، فَإِن ذُقتَ مِن حَلاوَةِ مُناجاتِهِ ولَذيذِ مُخاطَباتِهِ ، وشَرِبتَ بِكَأسِ رَحمَتِهِ وكَراماتِهِ مِن حُسنِ إقبالِهِ وإجابَتِهِ ، فَقَد صَلَحتَ لِخِدمَتِهِ ، فَادخُل فَلَكَ الإِذنُ وَالأَمانُ ، والّا فَقِف وُقوفَ مُضطَرٍّ قَدِ انقَطَعَ عَنهُ الحِيَلُ ، وقَصَرَ عَنهُ الأَمَلُ ، وقُضِيَ الأَجَلُ ، فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ مِن قَلبِكَ صِدقَ الاِلتِجاءِ إلَيهِ ، نَظَرَ إلَيكَ بِعَينِ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ وَاللُّطفِ ووَفَّقَكَ لِما يُحِبُّ ويَرضى ، فَإِنَّهُ كَريمٌ يُحِبُّ الكَرامَةَ لِعِبادِهِ المُضطَرّينَ إلَيهِ ، المُحتَرِقينَ عَلى بابِهِ بِطَلَبِ مَرضاتِهِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ»۳ . ۴
1.تهذيب الأحكام: ج ۳ ص ۲۶۳ ح ۷۴۳ ، الاُصول الستّة عشر: ص ۲۲۸ ح ۲۵۱ عن جابر الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۸۴ ص ۲۱ ح ۷ .
2.في بحار الأنوار : «ولتعلَمْ» .
3.النمل: ۶۲ .
4.مصباح الشريعة: ص ۸۶ ، بحار الأنوار: ج ۸۳ ص ۳۷۳ ح ۴۰ .