۱۰۷.علل الشرائع عن محمّد بن عمارة :سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ ؟ فَقالَ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَم يَخلُق خَلقَهُ عَبَثا ولَم يَترُكُهم سُدىً ۱ ، بَل خَلَقَهُم لِاءِظهارِ قُدرَتِهِ ولِيُكَلِّفَهُم طاعَتَهُ فَيَستَوجِبوا بِذلِكَ رِضوانَهُ ، وما خَلَقَهُم لِيَجلِبَ مِنهُم مَنفَعَةً ولا لِيَدفَعَ بِهِم مَضَرَّةً ، بَل خَلَقَهُم لِيَنفَعَهُم ويوصِلَهُم إلى نَعيمِ الأَبَدِ . ۲
۱۰۸.الإحتجاج :في سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... فَلِأَيِّ عِلَّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وهُوَ غَيرُ مُحتاجٍ إلَيهِم ولا مُضطَرٌّ إلى خَلقِهِم ، ولا يَليقُ بِهِ التَّعَبُّثُ بِنا ؟
قالَ : خَلَقَهُم لِاءِظهارِ حِكمَتِهِ ، وإنفاذِ عِلمِهِ ، وإمضاءِ تَدبيرِهِ .
قالَ : وكَيفَ لا يَقتَصِرُ عَلى هذِهِ الدّارِ فَيَجعَلَها دارَ ثَوابِهِ ومُحتَبَسَ عِقابِهِ ؟
قالَ : إنَّ هذِهِ الدّارَ دارُ ابتِلاءٍ ومَتجَرُ الثَّوابِ ، ومُكتَسَبُ الرَّحمَةِ ، مُلِئَت آفاتٍ وطُبِّقَت شَهَواتٍ ، لِيَختَبِرَ فيها عَبيدَهُ بِالطّاعَةِ ، فَلا يَكونُ دارُ عَمَلٍ دارَ جَزاءٍ . ۳
۱۰۹.الإمام عليّ عليه السلامـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: يَقولُ اللّهُ تَعالى : يَابنَ آدَمَ ، لَم أخلُقكَ لِأَربَحَ عَلَيكَ ، إنَّما خَلَقتُكَ لِتَربَحَ عَلَيَّ ، فَاتَّخِذني بَدَلاً مِن كُلِّ شَيءٍ ، فَإِنّي ناصِرٌ لَكَ مِن كُلِّ شَيءٍ . ۴
1.سُدًى : أي مُهمَلاً غير مُكلَّف لا يُحاسَبُ ولا يُعذَّبُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۳۲ «سدى») .
2.علل الشرائع : ص ۹ ح ۲ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۳ ح ۲ .
3.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ ـ ۲۱۷ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۷ ح ۱۴ .
4.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۳۱۹ ح ۶۶۵ ، تفسير القرطبي : ج ۱۳ ص ۸۵ عن وهب بن منبه من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه .