در پرتو کلام حسینی (حکمت های عقیدتی سیاسی (2)) - صفحه 29

۲۰۰.الفتوحـ في ذِكرِ أحداثِ حَربِ صِفّينَ ـ: أرسَلَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام أنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَالقَني إذا شِئتَ حَتّى اُخبِرَكَ .
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى واقَفَهُ وظَنَّ أنَّهُ يُريدُ حَربَهُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : إنّي لَم أدعُكَ إلَى الحَربِ ، ولكِنِ اسمَع مِنّي فَإِنَّها نَصيحَةٌ لَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قُل ما تَشاءُ .
فَقالَ : اِعلَم أنَّ أباكَ قَد وَتَرَ قُرَيشا ، وقَد بَغَضَهُ النّاسُ وذَكَروا أنَّهُ هُوَ الَّذي قَتَلَ عُثمانَ ، فَهَل لَكَ أن تَخلَعَهُ وتُخالِفَ عَلَيهِ حَتّى نُوَلِّيَكَ هذَا الأَمرَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَلاّ وَاللّه ِ ، لا أكفُرُ بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ وبِوَصِيِّ رَسولِ اللّه ِ ، اِخسَ ۱ وَيلَكَ مِن شَيطانٍ مارِدٍ ! فَلَقَد زَيَّنَ لَكَ الشَّيطانُ سوءَ عَمَلِكَ ، فَخَدَعَكَ حَتّى أخرَجَكَ مِن دينِكَ بِاتِّباعِ القاسِطينَ ونُصرَةِ هذَا المارِقِ مِنَ الدّينِ ، لَم يَزَل هُوَ وأبوهُ حَربِيَّينِ وعَدُوَّينِ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنينَ ، فَوَاللّه ِ ما أسلَما ولكِنَّهُمَا استَسلَما خَوفا وطَمَعا .
فَأَنتَ اليَومَ تُقاتِلُ عَن غَيرِ مُتَذَمِّمٍ ۲ ، ثُمَّ تَخرُجُ إلَى الحَربِ مُتَخَلِّقا ۳ لِتُرائِيَ بِذلِكَ نِساءَ أهلِ الشّامِ ، ارتَع ۴ قَليلاً ، فَإِنّي أرجو أن يَقتُلَكَ اللّه ُ عز و جلسَريعا .
قالَ : فَضَحِكَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُعاوِيَةَ فَقالَ : إنّي أرَدتُ خَديعَةَ الحُسَينِ وقُلتُ لَهُ كَذا وكَذا ، فَلَم أطمَع في خَديعَتِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُخدَعُ ، وهُوَ ابنُ أبيهِ . ۵

1.كذا في المصدر ، والصواب : «اِخسَأ» .

2.الذِّمَّةُ والذِّمام : هما بمعنى العهد والأمان والضمان والحُرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم») .

3.الخُلوقُ : وهو طيب معروف مركّب يتّخذ من الزعفران وغيره (النهاية : ج ۲ ص ۷۱ «خلق») .

4.يقال : خرجنا نرتع ونلعب : أي ننعم ونلهو (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۱۶ «رتع») .

5.الفتوح : ج ۳ ص ۳۹ .

صفحه از 55