جایگاه بسيجی در روایات - صفحه 6

۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَيأتي قَومٌ مِن بَعدِكُم ؛ الرّجُلُ الواحِدُ مِنهُم لَه أجرُ خَمسينَ مِنكُم . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ، نَحنُ كُنّا مَعَكَ بِبَدرٍ وَاُحُدٍ وَحُنَينٍ وَنَزلَ فينا القُرآنُ! فَقالَ : إنّكُم لو تُحَمَّلونَ لِما حُمِّلوا لَم تَصبِروا صَبرَهُم. ۱

1 / 2

روّاد التعبئة

۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ في بَيانِ خَصائِصِ الأنبِياء ـ :كانوا قوماً مُستَضعَفينَ، قَدِ اختَبَرَهُمُ اللّهُ بِالمَخمَصَةِ، وَابتَلاهُم بِالمَجهَدَة ، وَامتَحَنَهُم بِالمَخاوِفِ ، وَمَخَضَهُم بِالمَكارِهِ . فَلا تَعتَبِروا الرِّضى وَالسُّخطَ بِالمالِ وَالوَلَدِ جَهلاً بِمَواقِعِ الفِتنَةِ وَالاِختِبارِ في مَوضِعِ الغِنى وَالاِقتِدارِ؛ فَقَد قالَ سُبحانَهُ وَتَعالى : «أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَ بَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِى الْخَيْرَ تِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ»۲ فَإنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَختَبِرُ عِبادَهُ المُستَكبِرينَ فِي أنفُسِهِم بِأولِيائِهِ
المُستَضعَفينَ فِي أعيُنِهِم. وَلَقَد دَخَلَ موسى بنُ عِمرانَ وَمَعَهُ أخوهُ هارونُ عليهماالسلام على فِرعَونَ وَعَلَيهِما مَدارِعُ الصّوفِ وَبِأيديهِمَا العِصِيُّ ، فشَرَطا لَهُ إن أسلَمَ بَقاءَ مُلكِهِ وَدَوامَ عِزِّهِ فقالَ : «ألا تَعجَبونَ مِن هذَينِ يَشرِطانِ لي دَوامَ العِزِّ وَبَقاءَ المُلكِ وهُما بِما تَرَونَ مِن حالِ الفَقرِ والذُّلِّ ، فهَلاّ اُلقِيَ عَلَيهِما أساوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ؟» إعظاماً لِلذَّهَبِ وَجَمعِهِ ، وَاحتِقاراً لِلصُّوفِ وَلُبسِهِ . وَلَو أرادَ اللّهُ سُبحانَهُ لِأنبِيائِهِ ـ حَيثُ بَعثَهم ـ أن يَفتَحَ لَهُم كُنوزَ الذِّهبانِ، وَمَعادِنَ العِقيانِ، وَمَغارِسَ الجِنانِ ، وَأن يَحشُرَ مَعَهُم طُيورَ السَّماءِ وَوُحوشَ الأرَضينَ لَفَعلَ ، وَلَو فَعَلَ لَسَقطَ البَلاءُ ، وَبَطُلَ الجَزاءُ ، وَاضمَحَلَّتِ الأنباءُ ، وَلَما وَجَبَ لِلقابِلِينَ اُجورُ المُبتَلَينَ، وَلا استَحَقَّ المُؤمِنونَ ثَوابَ المُحسِنينَ، ولا لَزِمَتِ الأسماءُ مَعانيها. وَلكِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ جَعَلَ رُسُلَه اُولِي قُوَّةٍ في عَزائِمِهِم، وَضَعَفَةً فيما تَرَى الأعيُنُ مِن حالاتِهِم ، مَعَ قَناعةٍ تَملَأُ القُلوبَ وَالعُيونَ غِنَىً ، وَخَصاصةٍ تَملَأُ الأبصارَ وَالأسماعَ أذَىً ، وَلَو كانَتِ الأنبياءُ أهلَ قُوَّةٍ لا تُرامُ ، وَعِزَّةٍ لاتُضامُ ، ومُلكٍ تَمتَدُّ نَحوَهُ أعناقُ الرِّجالِ ، وَتُشَدُّ إلَيهِ عُقَدُ الرِّحالِ لَكانَ ذلكَ أهوَنَ عَلَى الخَلقِ في الاِعتِبارِ، وَأبعدَ لَهُم في الاِستِكبارِ ، وَلاَمَنوا عَن رَهبَةٍ قاهِرَةٍ لَهم ، أو رَغبَةٍ مائِلةٍ بِهِم ، فكانَت النِّيّاتُ مُشتَرَكَةً وَالحَسَناتُ مُقتَسَمةً . وَلكنَّ اللّهَ سُبحانَه أرادَ أن يَكونَ الاِتِّباعُ لِرُسُلِهِ وَالتَّصديقُ بِكُتُبِهِ وَالخُشوعُ لِوَجهِهِ وَالاِستِكانَةُ لِأمرِهِ وَالاستِسلامُ لِطاعَتِه اُموراً لَهُ
خاصّةً لاتَشوبُها مِن غَيرِها شائِبَةٌ . وَكُلَّما كانَتِ البَلوى وَالاِختِبارُ أعظَمَ كانَتِ المَثوبَةُ وَالجَزاءُ أجزَلَ. ۳

1.الغيبة للطوسي : ۴۵۶ / ۴۶۷ ، الخرائج والجرائح : ۳ / ۱۱۴۹ / ۵۷ ، بحارالانوار : ۵۲ / ۱۳۰ / ۲۶ .

2.المؤمنون: ۵۵ و ۵۶ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲.

صفحه از 23