22. عليّ بن محمد بن عبدالصمد بن عبدالأحد بن عبدالغالب الهمداني، أبوالحسن السخاوي
الشيخ الفاضل الاديب النحوي المغربي. مولده ببلدة سخا من ديار مصر في حدود سنة 558ق ... و کان مالکيّ المذهب، ثم انتقل الي مذهب الشافعي... و حجّ سنة 598ق، و عاد الي دمشق... وجدته ذا فهم ثاقب، و ذهن حاضر، و حس جيد وقت القراءة عليه... ۱ و قرأت عليه ـ أيّده اللّه تعالي ـ يوم الخميس ثامن عشر ذي الحجة بدمشق المحروسة بمسجدها الجامع عند رأس يحيي بن زکريا عليه السلام لنفسه:
عجبت لقائل هل أنتَ ممّن
يحبّ بني الرسول الغُرّ أم لا
فقلت: أبتغي الاسلام ديناً
و تبغَض سادةَ الاسلام جهلا
و تَجعل جدّهم ذخراً شفيعاً
و تبغض أهله و تَجور کلاّ
عقدتُ علي محبّتهم ضميري
فما أحد يَطيق لذاک حلاّ
أحبُّ محمداً حسناً علياً
أباه محمداً قد حاز نُبلا
و أحببتُ الرضا أعني علياً
و موسي قبله الحبَّ الاجلاّ
و جعفر المقدم ثم حُبّي
أباه محمّداً ما ليس يَبلي
و والده علياً و الحسين الشهيد
بکربلاء الحقُّ أعلي
کما أحببتُ والدهم علياً
أجلّ العالمين نُهيً و فضلا
و حبّ السيد الحسنِ اعتقادي
فَبُعدا! لامريءٍ عنهم تولّي۲
و في القصيدة التي له في مدح المصطفي سماها ذات السعا:
و عَلَي أبي الحسن الامام المُرتضي
ذِي الفخر و النَّسب الکريم المنتَمي
زوجُ البتول أخي الرسول فتي الوَغي
ما مرّ قطّ و لا تأخّر مُحجَما
و بخمٍّ قال المصطفي:
من کنتُ مولاه، فمولاه علي مُعلَما
يا ربّ وال وليّه و نصيرَه
أبداً و عاد عَدوّه أنّي ارتَمي۳
23. عليّ بن محمود بن عيسي بن خليل بن علي، أبوالحسن التنوخي المعروف بابن الحکم
رأيت ديوان أشعاره بحلب، و هو مجلد کبير الحجم، مرتب علي حروف الهجاء... و بلغني أنه کان معلم الصبيان مدة، ثم صار بعد ذلک بمعرة النعمان في ديوان الزکاة مُشرفا، و تنقّل في البلاد الشامية طلباً للارتزاق و الاسترفاد. و کان شيعياً مائلاً الي مذهب الامامية، کثيرُ الشعر، و ديوان أشعاره کبيرة جدّا يشتمل علي مدائح و مراث و غزل و مجون و أوصاف و أغراض مختلفة النعوت. ۴ قال في ولد اسمه حسين يُرثيه و تُوُفي بحلب: لقد قضي في کربلاء سميّه
قتلاً سليبا من ذويه غريبا
لولا التأسّي عنه بالمقتول
و المَسموم لاستعرَت حشاي لهيبا
و قال هذه الابيات و کتبها علي ظهر کتاب نهج البلاغة و کان قد نسخه:
کتبتُ هذا الکتاب لمّا
غرقتُ في لُجّة الذنوب
أرجو من الله کشفَ ضُرّي
و سّتر ما بي من العُيوب
فَمَن له في الوري نصيبٌ
فحبُّ أهل الوري نصيبي۵