عرض الحديث علي الكتاب والسنّة من قواعد الحديث و أُصول الاجتهاد - صفحه 50

خالفهما فردّوه.
وروى أبو جعفر محمّد بن يعقوب بإسناده عن عبدالله بن أبي يعفور قال: وحدّثني حسين بن أبي العلاء: أنّه حضر ابن يعفور في هذا المجلس، قال: سألت أباعبدالله (عليه السلام) عن اختلاف الحديث يرويه من نثقّ منهم ومن لانثقّ به ؟ قال: «إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله ومن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلاّ فالذي جاءكم به أولى به» ۱ .
وروى الكليني بإسناده عن أيّوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)يقول: «كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة فما لا يوافق كتاب الله فهو زخرف» ۲ .
وقد روى الإمام أبو عبدالله الصادق عن جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله) قال خطب النبي(صلى الله عليه وآله)بِمِنى، فقال: «أيّها الناس! ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله» ۳ .
وجاء في كتاب الإمام عليّ (عليه السلام) إلى مالك الأشتر: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ۴ فالرادّ إلى الله الآخذ بمحكم كتابه، والرادّ إلى الرسول الآخذ بسنّته المجامعة غير المفرّقة ۵ .
ومعنى «غير المفرِّقة» في هذاالحديث: السنّة التي أجمعت عليها الأُمّة الإسلاميّة.
وقال الإمام الباقر(عليه السلام): «إذا جاءكم عنّا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو  شاهدين من كتاب الله فخذوا به، وإلاّ فقفوا عنده، ثمّ ردّوه إلينا حتّى

1.الحديث ۲۱ في الأُصول من (الكافي) باب السنّة وشواهد الكتاب .

2.رقم ـ ۳ / ۱ / ۶۹ المصدر السابق.

3.(وسائل الشيعة) (۱۵ / ۷۹) باب صفات القاضي، عن (المحاسن) للبرقي .

4.سورة النساء / ۸.

5.(نهج البلاغة) في كتاب الإمام لمالك الأشتر .

صفحه از 55