جهود أهل البيت (ع) في الحفاظ علي السنّة الشريفة - صفحه 70

يخفى أنَّ حقّهم إنّما يثبت بما أثبته لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فحديثه الذي أمر بكتابته حاو
لحديث الرسول صلى الله عليه وآله لا محالة.
4 ـ أن قوله: «اكتبوا قولي» يكشف عن رضاه بكتابة سنّة الرسول صلى الله عليه وآله بالأولوية المعلومة ، خاصّةً إذا كان الحديث يرتبط بأمر الدين. ۱
رابعاً: ما ورد عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام ومنه:
1ـ قوله عليه السلام : «عَرضُ الكتابِ والحديثُ سواءٌ». ۲
المراد بالعرض هنا: قراءة الراوي الروايات على الشيخ ، والمراد بالحديث هنا: تحديث الشيخ وإلقاؤه الروايات على الراوي ، والعَرْض هنا هو ما يسمّى في علم
المصطلح ودراية الحديث بالقراءة على الشيخ ، والحديث هنا هو ما يسمّى في ذلك العلم بالسماعِ من الشيخ. ومعنى هذا الخبر: أنَّ القراءة على الشيخ تساوي في الحجّية والاعتبار السماع منه. ۳
2 ـ قوله عليه السلام : «سارعوا في طلب العلم ، فوالذي نفسي بيده ، لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق ، خيرٌ من الدنيا وما حملت ، من ذهب وفضة ، وذلك أنَّ الله يقول: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا۴ » ۵ .
فقد أشار الإمام عليه السلام هنا إلى ضرورة التدوين ولزوم الكتابة ، بنحو دقيق وبلاغة فائقة ، إذ جعل الحديث خيراً من الذهب والفضة ، فإذا كان الإنسان بطبعه يحافظ على الذهب والفضة بالإحراز والحفظ ، ولا يعرضهما للتلف والضياع ، فإنّ

1.(تدوين السنّة الشريفة) ، السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي ، ص ۱۴۸ ـ ۱۴۹.

2.(الكفاية في علم الرواية) ، ص۳۸۶ سنن الدارمي ، ۱/۱۲۳.

3.(تدوين السنة الشريفة) ، ص۱۵۳.

4.سورة الحشر ۵۹:۷.

5.(جامع أحاديث الشيعة) ، السيّد حسين البروجردي(قدس سره) (۱/۵۱) .

صفحه از 100