ما هو خير منهما ـ أعني الحديث ـ يكون أولى بالإحراز والضبط ، ومن الواضح: أنَّ
أفضل طرق ضبط الحديث وإحرازه كتابته وتدوينه ^۱ .
خامساً: ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ومنه:
1 ـ قوله عليه السلام للمفضّل بن عمر الجعفي: «اكتب وبثَّ علمك في إخوانك ، فإنَّ متَّ فأورث كتبك بنيك; فإنّه يأتي على الناس زمانٌ هَرْجٌ ^۲ لايأنسون فيه إلاَّ بكتبهم» ^۳ .
2 ـ عن أبي بصير ، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: «دخلَ عليَّ أُناس من أهلِ البصرة ، فسألوني عن أحاديث فكتبوها ، فما يمنعكم من الكتاب؟ أما إِنّكم لن تحفظوا حتى تكتبوا». ^۴
سادساً: ما ورد عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ومنه:
1 ـ قال علي بن أسباط: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: «كان في الكنز الذي قال الله عزّ وجل: وكان تحته كنز لهما^۵ » إلى أن قال: فقلتُ: جعلتُ فداك ، أريد أن أكتبه ، قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي ، فتناولتُ يده فقبّلتها ، وأخذت الدواة فكتبته ^۶ .
2 ـ عن أحمد بن عمر الحلاّل ، قال: قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ، ولا يقول: إروِهِ عنّي ، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: «إذا علمت أنَّ الكتاب له ، فاروِه عنه». ^۷