جهود أهل البيت (ع) في الحفاظ علي السنّة الشريفة - صفحه 73

يسأله ، وكان أبو جعفر عليه السلام لهُ مكرماً ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر عليه السلام : «يا بُنيّ ، قمْ فأخْرِج كتاب عليّ» فَأَخْرَجَ كتاباً مدروجاً عظيماً ، وفتحه وجعل ينظر فيه ، حتّى أخرج المسألة ، فقال أبو جعفر عليه السلام : «هذا خطّ عليّ عليه السلام وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله ».
وأقبل على الحكم وقال: «يا أبا محمّد ، اذهبْ أنت وسلمة وأبو المقدام حيثُ شئتم ـ يميناً وشمالاً ـ فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جَبْرائيل عليه السلام » ۱ .
4 ـ وعن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنَّ في كتاب عليّ: أنّه كان يضرب بالسوط ، وبنصف السوط ، وببعضه ، في الحدود». ۲
5 ـ وحدَّث أبو دِعامة ، أنّه أتى الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام عائداً في علّته التي كانت وفاته منها في هذه السنة ، فلمّا هممتُ بالانصراف قال لي: «يا أبا دعامة ، قد وجب حّقك ، أفلا أحدّثك بحديث تُسَرُّ به؟»
فقلتُ له: ما أحوجني إلى ذلك يابن رسول الله.
قال: «حدّثني محمّد بن عليّ ، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى ، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «اكتب يا عليّ».
فقلتُ: ما اكتب؟ قال: «اكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم ، الإيمان ماوقرته القلوب ، وصدّقته الأعمال ، والإسلام ما جرى به اللسان ، وحلّت به المناكح».
قال أبو دعامة: فقلتُ: يابن رسول الله ، ما أدري ـ والله ـ أيّهما أحسن ، الحديث أم الإسناد؟ فقال: «إنّها لصحيفةٌ بخطّ عليّ بن أبي طالب ، بإملاء

1.(رجال النجاشي) ، الترجمة رقم ۹۶۶ ، ص۳۶۰.

2.(الكافي) ، ۷/۱۷۶ ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، الحديث ۱۳.

صفحه از 100