جهود أهل البيت (ع) في الحفاظ علي السنّة الشريفة - صفحه 91

الروايات ، وتقريرهم لصحّته ووجوب العمل به ، أو إسقاطهم له عن الاعتبار والحجيّة ، وتحريم العمل به:

ويمكن أن نعرض في هذا المجال الشواهد التالية:
1 ـ ما قام به الرواة من عرض (كتاب الديات) ۱ على الأئمّة: جعفر الصادق ، وموسى الكاظم ، وعليّ الرضا عليهم السلام فأقرّوا أنّه من إملاء الإمام عليّ عليه السلام وأنّه كتبه لعمّاله وأمراء أجناده. ۲
2 ـ قال أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي المقدام: قرأتُ صحيفةً فيها كلامُ زهد ، من كلام عليّ بن الحسين عليه السلام وكتبت ما فيها ، ثم أتيت عليّ بن الحسين صلوات الله عليه ، فعرضتُ ما فيها عليه ، فعرفه ، وصحّحه. ۳
3 ـ قال الراوي: كتبتُ على ظهر قرطاس: «إنَّ الدنيا ممثّلةٌ للإمام كَفَلَقَةِ الجوزة» فدفعتُه إلى أبي الحسن عليه السلام وقلتُ: جعلتُ فداك ، إنَّ أصحابنا رووا حديثاً ما أنكرته ، غير أنّي أحببتُ أن أسمعه منك.
قال: فنظر فيه ، ثمّ طواه ، حتّى ظننتُ أنّه قد شقّ عليه ، ثم قال: «هو حقٌ ، فحوّله إلى أديم». ۴
قال المجلسي: إنّما قال عليه السلام : «فحوّله إلى أديم» ليكون أدوم ، وأكثر بقاءً من القرطاس ، لاهتمامه بضبط هذا الحديث ، ويظهر منه استحباب كتابة الحديث وضبطه ، والاهتمام به ، وكون ما يكتبُ فيه الحديث شيئاً لايسرع إليه الاضمحلال. ۵

1.هو كتاب (الديات) لظريف بن ناصح ، فلاحظ.

2.(الكافي) ، ۷/۳۳۰ ، ۲/۳۶۳ ، (الجامع للشرائع) ، المحقق الحلّي ، ص ۶۰۸.

3.(الكافي) ، ۸/۱۴ ـ ۱۷ ، (الفهرست) ، ص ۶۷ ، رقم ۱۳۸.

4.(الاختصاص) ، ص ۲۱۷ ، (بحار الأنوار) ، ۲/۱۴۵ ، الحديث ۱۱ .

5.(بحار الأنوار) ، ۲/۱۴۶.

صفحه از 100