المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 100

عليه زبانيّة من الدنيا أن يجد حلاوة الآخرة . ۱
فقال : صدق رسول اللّه إنْ قال ذلك ، وأنا أقول : هوذا أقول : حرام على قلب عليه زبانيه من الآخرة أن يجد حلاوة التوحيد .

۳۳۳.وسئل محمّد بن موسى الفرغاني من معنى قول النبيّ صلى الله عليه و سلم لاُجحيفة :يا أبا جُحيفة ، سائل العلماء ، وخالط الحكماء ، وجالس الكبراء .
فقال سائل العلماء /94/ بالحلال والحرام ، وخالط الحكماء الّذين يسلكون بها على طريق الصدق والصفا ، وجالس الكبراء الّذين عن اللّه ينطقون ، وإلى ربوبيّته يشيرون ، وبنور قربه ينظرون .

۳۳۴.وسئل سهل بن عبداللّه رحمه الله عن معنى قول النبيّ صلى الله عليه و سلم :المؤمن يسرّه حَسنته ويسوؤه سيّئته .
قال : حسنته نعم اللّه وفضله ، وسيّئته نفسه إن وكل إليهما .

۳۳۵.وسئل أيضاً عن معنى قوله صلى الله عليه و سلم :الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلاّ ذكر اللّه . ۲
قال : ذكراللّه في هذا الموضع الزهد في الحرام وهو أن يكون إذا استقبله حرامٌ يذكر اللّه ويعلم أن اللّه مطّلع عليه فيجتنب ذلك الحرام ذكر . ثمّ قولهم ههنا في معنى الحديث وباطنه بعكس ظاهره .

۳۳۶.وسئل أبو عمر بن نجيد ، لِمَ امتنع النبيّ صلى الله عليه و سلم من الصلاة على الفقير الّذي وجد في إزاره دينارين وصلّى على عبداللّه بن أبيّ وقد علمه منافقاً وألبسه قميصه ؟
قال :
فالمعنى في هذا ـ واللّه أعلم ـ أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم إنّما ترك الصلاة على الفقير الّذي وجد في إزاره دينارين ليتأدب الفقراء بعد الترسّم بالفقر فإن الفقراء لن يدّخروا شيئاً أو يرجعوا إلى شيء معلوم بعد أن ترسّموا بالفقر ؛ فإنّ الفقرا إذا قعد مع الفقراء ثمّ خانهم

1.وجدناه بهذه العبارة : « حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتّى تزهد في الدنيا » في : الكافي ، ج۲ ، ص۱۲۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج۱۱ ص۳۱۲ .

2.سنن ابن ماجه ، ج۲ ، ص۱۳۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۳۸۴ ؛ كنز العمال ، ج۳ ، ص۱۸۶ .

صفحه از 143