المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 104

۳۴۰.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم حاكياً عن اللّه تعالى :أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكتْ بي شفتاه . ۱
فاحتمل قوله /97/ وجهين : أحدهما : أنا مع عبدي ما ذكرني بأداء الفرائض واجتناب المحارم الّذي هو أصل الأذكار . واحتمل قوله : أنا مع عبدي ما ذكرني ، يريد ـ واللّه أعلم ـ بقلبه في حال تيقّظه وإفاقته على المذكور جلّ ثناؤه ، فيكون تحريك اللسان على تيقّظ العبد بالتهليل والتمجيد والتعظيم للّه عز و جل فلا يكون تحريك اللسان على العادة والقلب ساهٍ لاهٍ ، فيكون الحقّ معه بمعنى التأييد والنصر والكفاية والكلاية والمغفرة .

۳۴۱.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :من ذكرني في ملاءٍ ذكرتُه في خلاءٍ ۲ خير منه .
فاحتمل قوله : « بالملاءِ » الّذين اختصّهم اللّه من ملائكته ورسله بما أثنى على عبده عندهم ورفع أقدارهم لديه وعلا بأسمائهم وكشف عن مراتبهم فيما عوّضهم من الزلفى في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، عوضاً لما قاموا له بإظهار الثناء والمدح له في مشهد المؤمنين ، واللّه أعلم .

۳۴۲.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :سيروا سبق المفردون ، ۳ قلنا ۴ : مَن هم يا رسول اللّه ؟ قال : المستهترون بذكراللّه .
فاحتمل قولُه معاني : أحدهما قوله : « سيروا » أمراً منه على السيران بالذكر والتقرب إليه ، وقوله : « سبق المفردون » إخبار أنّ الذاكرين قد سبقوا كلّ متقرّب بذكره ثمّ وصفهم بقوله : «المستهترون» فالمستهتر هو اللَّهِجُ بالشيء على استدامة المواظبة حتّى يظنّ الناظر أنه مُهتِر ، والمهتر : المخلط الّذي لا يميّز كلامه ويردّد ؛ لكثرة غلبته على لسانه ،

1.شرح نهج البلاغة ، ج۴ ، ص۶۸ ؛ الجواهر السنية ، ص۱۶۵ .

2.صحيح البخاري ، ج۸ ، ص۱۷۱ ، هكذا : « إن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم» وردأيضاً بعبارات اُخر في منابع الخاصة والعامة .

3.مسند أحمد ، ج۲ ، ص۴۱۱ ؛كنز العمال ، ج۲ ، ص۲۴۴ .

4.في نسخة كذا ولكن الصحيح «قالوا» .

صفحه از 143