المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 114

خان . ۱
ظاهر هذا الكلام يوجب أنّ من جمع هذه الخلال ۲ المذكورة كان منافقاً .
وقد روينا عن الحسن أنّه ذكر هذا الحديث فقال : إنّ بني يعقوب حدّثوا فكذبوا ، ووعدوا فاخلفوا ، وائتُمنوا فخانوا .
وهذا القول من رسول اللّه صلى الله عليه و سلم إنّما خرج على سبيل الإنذار للمرء المسلم والتحذير له أن يعتاد هذه الخصال ؛ شفقاً أن يُفضى به إلى النفاق .
وليس المعنى أنّ من بدرت منه هذه الخصال كان ما يفعل منها على وجه غير الاختيار والاعتبار له إنّه منافق . فقد جاء في الحديث أنّ التاجر فاجر ، ۳ وجاء أيضاً أن أكثر منافقي اُمّتي قرّاؤها . ۴
فإنّما على معنى التحذير من الكذب في البيع ، وهو على معنى الفجور ؛ إذ كانت الباعة قد يكثر منهم التزيّد والكذب في مدح المتاع ، وربما كذبوا في الشراء ونحوه ، ولا يوجب ذلك أن يكون التجّار كلّهم فجّاراً ، وكذلك القرّاء قد يكون من بعضهم قلّة الإخلاص في العمل والتبرّي من الرياء والسمعه ، ولا يوجب ذلك أن يكون مَن فعل شيئاً من ذلك من غير اعتياد له منافقاً .
كما جاء في قوله صلى الله عليه و سلم : سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر . ۵ وإنّما هو كفر دون كفرِ ، وفسق دون فسق ، كذلك هو نفاق دون نفاق .

1.مستدرك الوسائل ، ج۱۴ ، ص۱۴ ؛ المبسوط ، ج۱۱ ، ص۱۰۹ .

2.الخِلال : اى الخصال .

3.من لا يحضره الفقيه ، ج۳ ، ص۱۹۵ ؛ تهذيب الأحكام ، ج۷ ، ص۶ ؛ كنز العمال ، ج۴ ، ص۱۵۸ ؛ الإيضاح ، ص۵۲۰ ؛ عوالي اللئالي ، ج۳ ، ص۲۰۳ .

4.مستدرك الوسائل ، ج۴ ، ص۲۵۲ ؛ بحارالأنوار ، ج۸۵ ، ص۱۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۱۷۵ ؛ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج۶ ، ص۲۳۰ .

5.الكافي ، ج۲ ، ص۳۶۰ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۴ ، ص۴۱۸ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۴۳۹ ؛ المحاسن ، ج۱ ، ص۱۰۲ .

صفحه از 143