المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 119

وأراد في إعاده السلام استكبار ۱ بركة سلامه على أمّته . كما روي عن سعد أن النبيّ صلى الله عليه و سلمجاءه وهو في بيته ، وسلّم فلم يجبه ، ثمّ سلّم ثانياً ثمّ ثالثاً فانصرف ، فخرج سعد وتبعه فقال : يا رسول اللّه ، سمعت باُذني تسليمك ، ولكنّي أردت أن أستكثر من بركة تسليمك .

۳۵۷.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :الصبر عندالصدمة الأولى . ۲
يريد أنّ الصبر الممدوح والمأجور عليه صاحبه هو ما كان عند مفاجاة المصيبة ؛ وهي الصدمة الأولى دون ما بعدها ؛ فإنّه إذا طالت الأيّام عليها وقع السلو ، وصار الصبر حينئذٍ طبعاً ، فلم يكن للأجر موضع .

۳۵۸.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :خير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً ، وابدأ بمن تعول . ۳
يريد ما كان عفواً قد فَضَلّ عن غنى ، والظهر قد يزاد في مثل هذا أشباعاً للكلام .
والمعنى أنّ أفضل الصدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقي منه قدر الكفاية لأهله وعياله ، ولذلك يقول : « وابدأ بمن تعول » .
وقد قيل فيه وجه آخر ، وهو أن يكون أراد بذلك المتصدّق عليه يريد أجزل العطاء الإكثار منه ، فيكون قد أبقى له بذلك غنى ، والأوّل هو وجه الحديث .
والرأي في المعرفة أنّ خير الصدقة ما كان صاحبها غنيّ القلب باللّه عمّا دونه ، ساكن السرّ بلطف التفويض إليه في جميع المعاني ، فإذا كان هكذا فيفيض /107/ فيض السخيّ غنيّاً في كلا الطرفين .

۳۵۹.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :الصيام جُنّة . ۴

1.في النسخة كذا ولكن الظاهر «استكثار» اولى .

2.الكافي ، ج۳ ، ص۲۲۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج۲ ، ص۴۸۸ ؛ سنن النسائي ، ج۴ ، ص۲۲ ؛ صحيح البخاري ، ج۲ ، ص۷۹ ؛ بحارالأنوار ، ج۷۵ ، ص۱۰۳ .

3.سنن النسائي ، ج۵ ، ص۶۹ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۷۸ .

4.تهذيب الأحكام ، ج۲ ، ص۲۴۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج۷ ، ص۲۹۲ ؛ سنن النسائي ، ج۴ ، ص۱۶۲ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۵۷ .

صفحه از 143