المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 130

الصلاة والسلام ، وفيه ترجية العباد وعذرهم بقضيه السيّد صلى الله عليه و سلمحيث أرجح عذر آدم على معارضة موسى عليه السلام ، وهذه المعارضة يكون أنّها معارضة الروح بالروح قبل كون موسى صورة ، ويمكن أنّ موسى عليه السلامرأى آدم عليه السلامفي حياته في المكاشفة ؛ إمّا عياناً بظاهر ، أو مشاهدةً في باطن ، كشأن مشاهدة الأنبياء والأصفياء في هذين المنزلين ، واللّه أعلم .

۳۶۹.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :يأكل المسلم في معاءٍ واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء . ۱
معنى هذا الكلام أنّ المؤمن الممدوح بإيمانه المستحقّ بشرائط كماله نقل الطعم ۲ ، ويكتفي باليسير منه ، ويؤثر على نفسه لما يرجو من ثوابه ، وأنّ الكافر يستكثر منه ، ويستأثر منه ، ولا يدّخر للآخرة ، ولا ينظر للعاقبة ، وبذلك وُصفوا في قوله تعالى : «وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الأنْعام » وقوله تعالى : « وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً » .۳
وليس وجه الحديث أنّ من كان كثير الأكل ـ لا يشبعه القليل من الطعام ـ كان ناقص الإيمان ؛ فقد ذُكر من غير واحد من فضل وصالحى الخلف أنّهم كانوا يستوفون الطعام ويناولون النيل الصالح ، فلم يكن في ذلك وصمة في دنياهم ولا نقصاً في إيمانهم .
وقد قيل : إنّ معناه أنّ في المؤمن البركة ، يضاعف له فيشبعه القليل ، وفي الكافر عدم البركة فلا يشبعه إلاّ الكثير . وقد روي أنّ ذلك إنّما قيل في رجل بعينه .

۳۷۰.وقال في قوله صلى الله عليه و سلم :يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وخلق كذا ؟ حتّى يقول : من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغه فليستعذ باللّه وليَنْتَهِ . ۴

1.كتاب الموطأ ، ج۲ ، ص۹۳۳ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۰۳ ، ص۲۴۰ ؛ الكافي ، ج۲ ، ص۲۶۸ ؛ مع اختلاف « المؤمن » بدل « المسلم » .

2.في النسخة كذا ، ولكنّ الأولى : « قليل الطعام » .

3.سورة الفجر ، الآية ۱۹ .

4.كنز العمال ، ج۱ ، ص۲۴۵ ؛ المحجة البيضاء ، ج۵ ، ص۶۶ ؛ وفيه مع اختلاف يسير مرآة العقول ، ج۱۱ ، ص۳۹۴ .

صفحه از 143