الاُنس وحلاوة الذكر ، فحسبُه تعرّض نفحات التجلّي مجاهدةً ، وهذا في عباد اللّه مِن عشّاقه الّذين وجدوا كنوز المعارف والكواشف بلا مشقّة الآلام والقتل والزلازل والأسقام ، يحييهم اللّه في عافية ، كما قال عليه الصلوة والسلام : «إنّ للّه عباداً يَضنّ بهم عن القتل والزلازل والأسقام ، يطيل أعمارهم في حسن العمل ؛ ويرزقهم ويحييهم في عافية ، ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ، ويعطيهم منازل الشهداء .» ۱
۲۱۶.وقال صلى الله عليه و سلم :إنّ للّه ملائكةً في الأرض ينطق على ألسنة بني آدم . ۲
ما في المرء من الخير والشرّ كلمة جرت على لسان توافق حال العارف ؛ فإنّها خطاب اللّه تعالى ، ينطق به ملائكته على لسان بني آدم /61/ ولا يعرف ذلك إلاّ أهل الخطاب الّذين راقبوا اللّه تعالى في جميع الأنفاس .
۲۱۷.وقال صلى الله عليه و سلم :إنَّ للّه ملكاً موكّلاً بتأليف الأشكال . ۳
هذه الأشكال الّتي تعرّضت في المنامات والمكاشفات أكثرها مثال الملائكة الّتي صور حقائق الغيب بها لفهم بها المعرفة .
۲۱۸.وقال صلى الله عليه و سلم :إنّا معاشر الأنبياء بنيت أجسادنا على أرواح أهل الجنّة . ۴
أي : تربّى أجسادنا في قبورنا كتربية أرواح أهل الجنّة بطيبها وعيشها ؛ لأنّ قبورنا روضات الجنان ، أرواحنا في الملكوت ، وأجسادنا في رياض الجنان . وفيه أنّ أجساد
1.الكافي ، ج۲ ، ص۴۶۲ ؛ مسند ابن الجعد ، ص۴۹۴ وفيه : «إنّ للّه ضنائن من عباده ، يضنّ بهم عن القتل والأمراض ، يعيشهم في عافية ، ويمسيهم في عافية» ؛ المعجم الكبير ، ج۱۰ ، ص۱۷۶ ؛ كنزالعمال ، ج۴ ، ص۴۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج۱ ، ص۳۶۳ ؛ ولم يوجد فيالمصادر لفظة «الزلازل والأسقام» .
2.فتح الباري ، ج۳ ، ص۱۸۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج۱ ، ص۳۷۷ ؛ كنزالعمال ، ج۱۱ ، ص۸۹ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج۹ ، ص۴۳۶ .
3.كشف الخفاء ، للعجلوني ، ج۱ ، ص۲۵۱ ؛ صحيح المسلم ، ج۸ ، ص۴۶ ، وفيه : إنّ ملكاً موكّلاً بالرحم ، إذا أراد اللّه أن يخلق شيئاً بإذن اللّه لبضع وأربعين ليلة» .
4.مجموع الغرائب وموضوع الرغائب ، ص۲۴ ؛ كنزالعمال ، ج۱۱ ، ص۴۷۷ مع اختلاف يسير ؛ وبحارالأنوار ، ج۱۶ ، ص۱۷۸ .