إليَّ من دنياكم ثلاث ، الحديث . ۱
۲۲۵.وقال صلى الله عليه و سلم :لِيؤمّكم أحسنكم وجهاً ؛ فإنّه أحرى أن يكون أحسنكم خُلقاً . ۲
بيّن ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنّ حسن الخُلق تابع لحسن الخَلق ، وهما من /63/ معدن واحد ، وذلك المعدن من الأصلين اللذين ظهرا في آدم عليه السلام من تجلّي الذات والصفات : تجلّي الذات ما قال : « نفخت فيه من روحي »۳ ، وتجلّي الصفات ، ما قال : « خلقتُ بيدي »۴ . فمن اتّصف بتلك الصفتين فصار إماماً للعالمين وخليفةً للخلق أجمعين ، كما كان أبونا خليفة للمقرّبين ؛ قال تعالى : « إنّي جاعل في الأرض خليفة »۵ ، هذا للصفيّ ، وقال تعالى لخليله : « إنّي جاعلك للناس إماماً »۶ .
۲۲۶.وقال صلى الله عليه و سلم :أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة . ۷
هم عرفاء اللّه الّذين يهبون في الدنيا ملك الدنيا لأهلها ، ويهبون في الآخرة ملك الآخرة لأهلها ، ويستغنون باللّه عمّا دون اللّه ، يهدون عباده إليه ، ويشفعون في الآخرة بين يديه ، يبذلون أنفسهم في الدنيا لطلاّبه ، ويؤثرون في الآخرة أعمالهم ، إلى عصاته ، ففي كلا المنزلين هم أهل المعروف ؛ إذ معروفهم هو اللّه تعالى .
۲۲۷.وقال صلى الله عليه و سلم :مَن خاف اللّه خوّف اللّه منه كلّ شيء ، ومَن لم يخف اللّه خوَّفه اللّه من كلّ شيء . ۸
أي مَن عرف اللّه خاف من سلطان هيبته ، ثمّ التبَس بنور كبريائه في مقام الهيبة ، فكلّ من نظر إليه خاف من عظمة اللّه بوسيلته ، ومن لم يخف اللّه ولم يعرفه يكون
1.نصّ النصوص ، ص۵۹ و۶۱ ؛ عوالي اللئالي ، ج۳ ، ص۲۹۶ ؛ المحجّة البيضاء ، ج۶ ، ص۱۹ .
2.كنزالعمال ، ج۷ ، ص۵۹۲ .
3.سورة الحجر ، الآية ۲۹ .
4.سورة ص ، الآية ۷۵ .
5.سورة البقرة ، الآية ۳۰ .
6.سورة البقرة ، الآية ۱۲۴ .
7.الكافي ، ج۴ ، ص۲۹ ؛ ثواب الأعمال ، ص۲۱۷ ؛ الأمالي ، ج۱ ، ص۳۱۱ ؛ عوالي اللئالي ، ج۱ ، ص۳۷۷ .
8.أخلاق محتشمي ، ص۸۶ ؛ شرح شهاب الأخبار ، ص۱۷۵ .