مجرّداً عن ذلك اللباس ، وبقي جباناً في كلّ شيء من رؤية كلّ شيء .
۲۲۸.وقال صلى الله عليه و سلم :ما ضاق مجلس بمتحابّين . ۱
توسُّع مجلسهم من توسّع قلوبهم وانتشار محبّتهم وحسن أخلاقهم وظرافة احكام صحبتهم .
۲۲۹.وقال صلى الله عليه و سلم :ما بات قوم شباعاً إلاّ حَسنت أخلاقهم ولا بات قوم جياعاً إلاّ ساءت أخلاقهم ، ومن قلّ أكله قلّ حسابه . ۲
أراد ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالشبع سكون النفس بلقمات إلى قدر الحاجة ، كما قال : إلى أنصاف البطون ۳ ، فإذا كان كذلك سكنت النفس من التهاب الجوع ، وتطمئنّ بصفاء الوقت ، ولا تضطرب في طاعة اللّه ، ولا تغضب على جلسائها وأهاليها ، وإذا كان بخلاف ذلك تضطرب وتضجر وتفسد من حدّة احتراقها نيران الجوع وخلوّها عن الطعام ، وهذا من حكمة النبويّة ، عرف أنّ البطن إذا خلا من الطعام فسد دماغه وتغيّر العقل ، ويظهر منه سوء الأدب وسوء الأخلاق .
وأراد بالجوع جوع الإسراف ، وإلاّ فالجوع على قدر الطاقة محمود يورث الصفاء والأدب وسكون النفس عن بطرها ، وهذا ميراث حسن الخلق ، وأراد بالشبع تسكين الطبع بما كان عادته ؛ فإنّ المؤمن الصادق إذا أكل شيئاً لطيفاً بقدر قوام بدنه ولا يُسرف فهو أنشط في عبادة اللّه وأظرف في مراقبته ، ويزيد شكره في قلبه ، ويسكن سرّه في طلب مشاهدة ربّه /64/ .
۲۳۰.وقال صلى الله عليه و سلم :مع كلّ فرحة ترحة . ۴
1.الجامع الصغير ، ج۲ ، ص۴۹۸ ؛ كنزالعمال ، ج۹ ، ص۹ ، ح۲۴۶۷۴ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص۱۹۹ .
2.لم يوجد صدر الحديث في المصادر ، وأمّا ذيله يعني عبارة : «من قلّ أكله قلّ حسابه» ورد في : طبّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ص۲۱ ؛ بحارالأنوار ، ج۶۲ ، ص۲۹۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج۱۶ ، ص۲۲۱ .
3.وتمام الحديث : «البسوا وكلوا واشربوا في أنصاف البطون» ، تنبيه الخواطر (مجموعه ورام) ، ص۱۰۰ .
4.أخلاق محتشمي ، ص۴۲۷ ؛ بحارالأنوار ، ج۷۷ ، ص۱۶۴ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص۲۸۵ ، وفيه : «مع ? كلّ ترحة فرحة» .