الأنوار ، حتّى ألبسه الحقّ قوّة من قوّته فتمكّن في رؤيته ، فصار في مقام الاُنس والوصلة بين الحشمة والانبساط ، رأى الحقّ بالحقّ بنعت المعرفة وأدرك حلاوة الوصلة ، فأخبر ـ عليه الصلاة والسلام ـ في رواية الأوّل /67/ عن بدو التجلّي ، وفي رواية الثاني عن تحيّره في عظمة اللّه ، وقلة إدراكه عن القدم بنعت المعرفة ، وأراد بالنور وصف الربوبية ونور العظمة وجلال الهيبة ، لا النور الّذي يضاهي أنوار المحدثات ؛ فإنّه تعالى منزّه عن علل المخلوقات .
۲۴۱.وقال صلى الله عليه و سلم :من زارني فقد زار الحقّ . ۱
إشارة إلى عين الجمع ؛ فإنّ الحقّ التبس به ويتجلّى منه للعالم ، ولا يعرف هذا المعنى أهل الحلول والمشبّهة ، إنّما يعرفه من الصوفية من بلغ عين الجمع والتوحيد والاتّحاد .
۲۴۲.وقال صلى الله عليه و سلم :الإيمان يزيد وينقص . ۲
الإيمان يزيد بالمشاهدة ، وينقص بصولة قهر اللّه الّذي حجبت القلوب عن معرفة جماله ؛ فإنّ المعرفة والنكرة متعلّقتان بقبض صفات القهر واللطف .
۲۴۳.وقال صلى الله عليه و سلم :عند بكاء أصحابه : إنّ ابن عوف وإنْ لم تبك عيناه فإنَّ قلبه يبكي . ۳
البكاء إذا كان من مقام الشوق يفُور من بحر المحبّة إلى مصاعد الدماغ من حدّة العشق ، فمجراه العين ، وإذا كان من نشاط الوُصلة والاُنس في القربة ولذّة المشاهدة فيجري من بحار الصفاء على عيون القلب ؛ هذا صفة بكاء المحبّين والعارفين ،
1.لم يوجد في المصادر ، ولكن ورد : «من رآني فقد رأى الحقّ» . بحارالأنوار ، ج۵۸ ، ص۲۳۵ (نقلاً عن مصادر العامّة) ؛ شرح الزيارة الجامعة ، للشبر ، ص۱۴۳ ؛ صحيح البخاري ، ج۸ ، ص۷۲ ؛ صحيح مسلم ، ج۷ ، ص۵۴ ؛ كنزالعمال ، ج۱۵ ، ص۳۸۲ ؛ وأيضاً ورد في بعض المصادر : «من رآني في المنام فقد رأى الحقّ» ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۶۱ ؛ سنن الدارمي ، ج۲ ، ص۱۲۴ ؛ كنزالعمال ، ج۱۵ ، ص۳۸۲ .
2.محجة البيضاء ، ج۱ ، ص۲۷۸ .
3.لم يوجد في المصادر .