وحقيقة بكاء العين من بسط القلب عن تراكم القبض ، وحقيقة بكاء القلب ركوب الهموم عليه ، فيذوب من الفقدان وعزّة العرفان ، فصار بكاؤه الكهد .
۲۴۴.وروي أنّ أصحابه صلى الله عليه و سلم قالوا :يا رسول اللّه ، إنّا لنجد في قلوبنا شيئاً يودّ أحد تأخّر من الثريا ، ولِمَ يجد ذلك ؟ قال : أوَقَد وجدتُم ذلك ؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه . قال : ذلك من صريح الإيمان . ۱
قوله : « أوَقد وجدتم ذلك ؟ » إشارة إلى معنيين ؛ إلى صفاء التوحيد بلا تردّد الامتحان ، وإلى حقيقة الإيمان وإلى حقيقة الامتحان ؛ عرفهم تمكين التوحيد في قلوب المطمئنّة الخارجة من رسوم البلاء ، وهي للأنبياء والصدّيقين إذا كانوا في مقام الاُنس ، وعرفهم قلوب الممتحنة بواردات القهر واللطف في عالم الحضور والغيبة إذا كانت في طلب مزيد المعرفة ، وما يتعرّض لها أشكال الشكّ من إلقاء العدوّ ، ثمّ بيّن أنّ احتمامهم من وقوع لمّات الشياطين في صفاء الأحوال صريح إيمانهم وحقيقة عرفانهم ، لما اغتمّوا بكدورة الشكّ وغبار الطبيعة عند غيبة شمس المكاشفة ، والهمّة بفوت الحال هي من حقيقة المعرفة .
۲۴۵.وقال صلى الله عليه و سلم :من مات فقد قامت قيامته . ۲
أراد بالقيامة أوائل منازل الآخرة مِنْ معاينات مَن كشف له من أحكام الغيوب وما شاهده من رؤية الثواب والعقاب ، ليس مراده في هذا الحديث بالقيامة المطلقة ؛ فإنَّ تفصيلها يأتي على الجمهور كما كان وصفها .
۲۴۶.وقال صلى الله عليه و سلم :مَن خزن لسانَه ستر اللّه /ص68/ عورته . ۳
1.كنز العمال ، ج۱ ، ص۴۰۱ .
2.روض الجنان وروح الجنان ، ص۱۴۰ ؛ شرح نهج البلاغة ، ج۴ ، ص۲۰۵ ؛ منهج الصادقين ، ج۳ ، ص۳۶۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۱ ، ص۷ ؛ كنز العمال ، ج۱۵ ، ص۵۴۸ ؛ عوالي اللئالي ، ج۱ ، ص۱۴۵ .
3.تنبيه الخواطر ( مجموعه ورام ) ، ص۴ ؛ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج۱۰ ، ص۲۹۸ ؛ كنز العمال ، ج۳ ، ص۴۰۵ .