المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 55

أراد به لسان من لم يعرف اللّه ، وإذا كان كذلك فهو في نفسه عورة ، ونفسه منعوتة بالجهل ، فإذا تكلّم عرفه أهل العلم باللّه أنّه ليس في شيء ، ولم يجد من مقام الرجال شيئاً ، وافتضح عندهم مِن اطّلاعهم عليه ، والعارف بخلاف ذلك ؛ فإنّه عروس اللّه مِن خيام عصمته وقباب رعايته ، مستوراً عن الخلق مجهولاً بين العموم ، فإذا تكلّم أظهر نعمة اللّه عليه فيعرفه الخلق بها ، فيهتدون به ويعرفون حقّه ، يُكرَمون عند اللّه لفوزهم ونجاتهم .
لذلك قال صلى الله عليه و سلم لأهل التمكين في المعرفة : تكلّموا حتّى تُعرفوا ۱ أي تكلّموا بالحقيقة عند أهلها ؛ ليعرفوا منازلكم ، ويخرجون من تردّد الفراسة وحديث النفس في معرفتكم ، وتكلّموا بالعلم عند الجهّال ؛ ليعرفوا أنفسهم ويخرجون من العجب والتكبّر بنور معرفتكم ونور علمكم ، ولم يعظموا سوء الأدب عندكم ، وهذا الخطاب لأهل الاستقامة .
وما قال صلى الله عليه و سلم : مَنْ عرف اللّه كَلَّ لسانهُ ، ۲ هو في مقامات شتّى أي مَن عرف اللّه كَلَّ لسانه عن ذكر غير اللّه وهو في ۳ مقام المراقبة ، وكَلَّ لسانهُ عن الدعوى وهو في ۴

۲۴۷.وقال صلى الله عليه و سلم :العقل نور في القلب . ۵

1.ذُكر بعبارة : « تكلّموا تعرفوا . . . » في : نهج البلاغة ، ص۵۴۵ ؛ غرر الحكم ودرر الكلم ، ج۳ ، ص۲۸۷ ؛ مجموع الغرائب وموضوع الرغائب ، ص۸۷ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۴ ، ص۲۹۱ .

2.مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، ص۱۷۶ ؛ جامع الأسرار ومنبع الأنوار ، ص۱۲۶ .

3.۴ . الظاهر زيادة لفظة «فى» والصحيح «وهو مقام المراقبة وكلّ لسانه عن الدعوى وهو مقام الهيبة» .

4. مقام الهيبة ، وكلّ لسانه عن نشر حاله وبيان مقامه وهو مقام صولة المحبّة ، وكَلَّ لسانه عن وصف اللّه وثنائه وهو مقام الحيرة في المعرفة ، كما قال صلى الله عليه و سلم في أقصى الدنو عنه قوله : لا اُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك . المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ، ج۱ ص۳۰۴ ؛ إحياء علوم الدين ، ج۲ ، ص۲۹۰ ؛ نفحات الاُنس ، ص۱۳۰ .

5.إرشاد القلوب ، ص۱۹۸ ؛ مجموع الغرائب وموضوع الرغائب ، ص۲۱۸ ؛ معالم الزلفى ، ج۱ ، ص۱۵ .

صفحه از 143