بيّن أنَّ العقل في القلب ، بخلاف من قال : العقل في الدماغ ، وافَقَه الحقّ في وصف القلوب المختومة المحجوبة عن نور العقل ، فقال : « قُلُوبٌ لاَيَفْقَهُونَ بها »۱ والعقل سراج المعرفة وخازن الروح ، أتى معها من عالم الملكوت في قلب آدم عليه الصلوة والسلام .
۲۴۸.وقال صلى الله عليه و سلم :الشَّعرُ الحسن من كسوة اللّه ، فمن كان له شعر حسن فليكرمه . ۲
قد أشار إلى حسن معدن القدس الّذي بَدا من فعل اللّه وصفاته في مصنوعه ، بنعت التجلّي والمباشرة ونهاية صورة مقام الجمع .
۲۴۹.وقال صلى الله عليه و سلم :المؤمن لا يُذِلّ نفسه . ۳
قيل : يا رسول اللّه ، وما إذلاله نفسه ؟ قال : تعرّض نفسه للبلاء ما لا يطيق .
حقيقة الحديث إشارة إلى أنّ العزيز بالمعرفة والمحبّة والرفاهية في الاُنس والشرف بالعلم ، لا يجوز أنْ يرجع إلى مقام المجاهدات من مقام المشاهدات ، ولا يحمل على نفسه مشقّة الرياضات الّتي يَسعه من صفاء الأوقات ومواجيد واردات الغيب ؛ فإنَّ الصافي من الكدورة الّذي يتجاوز عن حدّ المقامات ؛ إذ حصل له طمأنينة القلب بالذكر ، والنفس بالفكر ، والروح بمشاهدة المذكور والسرّ والمعرفة ، وأيضاً إذا غلب الشوق على العاشق يقوم بمقابلة البلاء ، ويتمنّى حمل ما لا يطيق ، ولا ينبغي له/ 69 / ؛ لأنّ بلاءه تعالى لا يقوم بازائه العرش والكرسي والسماوات والأرض والجبال والبحار ؛ لأنّ بلاءه قديم ، والوجود كلُّه محدث ، فمّن يكون من المحدثات [ لا ]يقوم بنزول قهرياته القديمة . فلا ينبغي للعارف أن يتمنّى البلاء ؛ فإنّ البلاء مقام الذلّ ، ومن اختاره اللّه بعزّ قربه لا يجوز أن يختار لنفسه على اختيار اللّه .
1.سورة الأعراف ، الآية ۱۷۹ .
2.دعائم الاسلام ، ج۱ ، ص۱۲۵ ، وفيه : « الشعر الحسن من كسوة اللّه فأكرموه » ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۱ ص۱۲۹ ؛ جامع الأحاديث ، ص۸۸ ؛ الأشعثيات ، ص۱۵۶ .
3.لم يوجد في المصادر .