المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 58

۲۵۱.وقال صلى الله عليه و سلم :الذكرُ نعمةٌ فأدّوا شكرها . ۱
شكر الذكر طلب رؤية المذكور بنعت بذل النفس في رضائه على تسرمد الأوقات .
وأيضاً شكر الذكر إخفاء الذكر عمّا دون اللّه حتّى النفس والشيطان ؛ لئلاّ يمازج صفاء الذكر بكدورة الوسواس ، كما قال عليه الصلاة : «أفضل الذكر الخفيّ ۲ » ، والذكر الخفيّ لا يطّلع عليه كرام الكاتبين ولا القلب ولا الروح ولا العقل ، ولكن يجري من خفاء غيب المشاهدة في سرّ السرّ بنعت المشاهدة ومباشرة اللذّة ، وذلك الذكر كشف مشاهدة جمال المذكور في دوام الأنفاس ، نَفَسُ العارف يجري بنعت الذكر الخفيّ لذلك /70/ يحتزوا عند تأوّههم قلوب المؤمنين .

۲۵۲.وقال صلى الله عليه و سلم :حسِّنوا القرآن بأصواتكم . ۳
القرآن يحسّن الأشياء ؛ لأنّه صفة القديم ، والقديم لا تتأثّر فيه الحدث .
إنّما أراد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يحسّن القارئ صوته به عند جريان ألحانه في حلقه ليطيّب بقراءته أسماع السامعين وقلوب الحاضرين .
وصحّة ذلك قوله صلى الله عليه و سلمفي موضع آخر : زيّنوا أصواتكم بالقرآن . ۴ حقيقة مراده ترقيق قلوب الواجدين وهيجان فؤاد الواصلين إلى مشاهدة ربّ العالمين .

۲۵۳.وقال صلى الله عليه و سلم :من سَرَّه أن يجد طعم الإيمان فليحبّ عبداً لا يحبّه إلاّ اللّه . ۵
بيّن ـ عليه الصلاة ـ أنّ للإيمان طَعْماً ، وذلك لذّة مباشرة المحبّة في قلبه إذا أحبّ

1.كنز العمال ، ج۱ ، ص۴۱۴ .

2.جامع الأحاديث ، ص۷۶ ، وفيه : « خير الذكر الخفيّ » ؛ إرشاد القلوب ، ص۱۵۴ ؛ تنبيه الخواطر ( مجموعه ورام ) ، ص۳۱ .

3.عيون أخبار الرضا ، ج۲ ، ص۶۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج۴ ، ص۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۹ ، ص۲۵۵ .

4.عوالي اللئالي ، ج۲ ، ص۵۰ ؛ المغنى ، ج۱۲ ، ص۴۶ ؛ الشرح الكبير ، ج۱۲ ، ص۵۵ .

5.شرح شهاب الأخبار ، ص۱۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۲۹۸ ؛ مستدرك الحاكم ، ج۴ ، ص۱۶۸ .

صفحه از 143