المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 71

علل الطبيعة وشره النفس ، ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام : تنام عيناي ، ولا ينام قلبي ؟ ۱ فإذا سكن النفس إلى شيء من النوم وغيره وَجَدَ إغانة في قلبه لمباينة النفس والروح ، فيستغفر من ذلك .
وقيل : الإغانة يجدها الأنبياء والخواصّ من الأولياء ، يجدون منها طرفاً على حدود أحوالهم ودرجاتهم .
وقيل : الإغانة لم يجدها إلاّ النبيّ صلى الله عليه و سلم ، وغيره من الأنبياء والأولياء يجدون على مقاديرهم ؛ لأنّه كان أصفاهم سرّاً وأنورهم قلباً .
وقيل : الإغانة ما يسمعه من جبرئيل عليه السلام من الوحي بعد ما سمعه من الحقّ ليلة المعراج ، فيجد في قلبه من جبرئيل إغانةً .
وقيل : الإغانة ما أخبر من رؤية الجنّة والنار في المعراج ، ولمّا خصّ بمقام الدنوّ وجد ممّا جرى إغانة في قلبه فاستغفر .
وقيل : الإغانة ما أخبر عن نفسه أنّه سيّد ولد آدم ، فوجد في قلبه إغانة بقوله : « أنا » فرجع إلى الحقيقة وقال : لا فخر بل السيّد اللّه . ۲
وقيل : الإغانة ما كان يتذكّر من أيّام الفترة قبل أن اُوحى إليه وكونه مع المخالفين ، فيجد من ذلك إغانة فيستغفر منه .
وقيل : الإغانة فَرحُة بدخول الناس في الإسلام فوجاً فوجاً ، فيرى قيامه بحدّ الإبلاغ ،فيفرح قلبه برؤيتهم ، فجعل ذلك سبباً لنعي نفسه إليه بنزول « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ »۳ السورة ، فاستغفر لرؤيته ذلك .

1.مصباح الشريعة ، ص۴۴ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج۲ ، ص۵۶۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۶ ، ص۳۹۹ .

2.الأمالي للصدوق ، ص۲۵۴ ؛ الاختصاص ص۳۳ ؛ عوالي اللآلي ج۴ ، ص۱۲۱ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۶ ، ص۳۲۵ و۳۲۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج۶۱ ، ص۳۰ . ولم يوجد في المصادر عبارة « بل السيّد اللّه » . ومرّ تفسيره أيضاً في القسم الأوّل ، الحديث الرقم ۸۹ .

3.سورة النصر ، الآية ۱ .

صفحه از 143