المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 72

وقيل : الإغانة رؤية المجاهدة من المعاملة ، والاستغفار رؤية التقصير فيها .
وقيل : الإغانة في القلب غفلة يرد عليه ، فيستغفر القلب .
وقيل : الإغانة قوله : لئن ظفرت لاُمثلنّ سبعين منهم ، فأنزل اللّه تعالى : « وَإنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ »۱ فاستغفر من ذلك .
وقيل : كان حال النبيّ صلى الله عليه و سلم في كلّ ساعة أرفع وأعلى ، فكان ينظر من الحال الّذي رفع إليها إلى الّذي قبلها فيستغفر منها .
وقيل : ربما كان يرى من أصحابه حالاً كان هو فيه قبل ذلك ثمّ غيب عنها ورفع ، فيستغفر من ذلك .
وقيل : الإغانة الرجوع من حال المشاهدة والاختصاص إلى محلّ الإبلاغ ومشاهدة الخلق ، فيستغفر من ذلك .
قال بعضهم : الأسرار في داخل القلب ، فإذا فتر السرّ عن الملاحظة وقع الغين في القلب ، فيتنبّه صاحبه فيستغفر منه .
وقال رويم : للنبيّ صلى الله عليه و سلم مشاهدات ، إذا شاهد الحقّ وحده يكون في محلّ الاختصاص ، وإذا شاهد معه سواه بحقّ الإبلاغ /78/ يجد في قلبه غيماً فيستغفر .
وقيل : الإغانة ما رأى النبيّ صلى الله عليه و سلم من غفلة أصحابه عن الحقّ ؛ إمّا بأنفسهم ، أو معاملاتهم ، بغير علمهم بما شغلوا به عمّا اشتغلوا عنه ، فيرد عليه إغانة لهم ، فيستغفر لهم منها .
وقيل : ربما يلاحظ النبيّ صلى الله عليه و سلم شيئاً من خصائص أحواله وما خصّ به ، فيشتغل بذلك عن ملاحظة حاله مع الحقّ ، فيستغفر من ذلك .
وقيل : الإغانة ما اطمأنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه في بعض مغازيه بقوله : لن يغلب اليوم

1.سورة النحل ، الآية ۱۲۶ .

صفحه از 143